وزير الثقافة الفرنسي يمارس «الرقابة» على عمل فني لرسامة صينية في باريس

رسمت لافتات بعثرت عليها شعارا انتخابيا لساركوزي

TT

ندّدت فنانة صينية تقيم في فرنسا، خلال الأسبوع، برفع لوحات جدارية لها من واجهة المعهد العالي للفنون الجميلة في باريس، بعد ساعات من تعليقها، بناء على طلب من وزير الثقافة فريدريك ميتران. ووصفت الفنانة كو سيو لان ما جرى بأنه «رقابة تعكس أجواء الخوف السياسي من أدنى مساس بالرئيس ساركوزي»، واعتبرت في بيان صحافي إن حرية التعبير تنتهك في فرنسا حال تضاربها مع المصالح الاقتصادية. كان معهد الفنون الجميلة قد وُضع، الأربعاء الماضي، على واجهة مبناه التاريخي عملا للفنانة الصينية البالغة من العمر 32 سنة، مؤلَّفًا من أربع لافتات كبيرة سوداء توزّعت عليها أربع كلمات: «تكسب» و«أقل» و«أكثر» و«اعمل»، وهي كلمات متفرّقة من شعار انتخابي شهير نادى به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فى أثناء حملته للرئاسة حين دعا الفرنسيين إلى العمل أكثر لكسب مال أكثر. وجاء تعليق هذا العمل الفني الرباعي بمناسبة إقامة معرض للفنانة الصينية في قاعة المعهد. لكن تدخل وزير الثقافة حث الإدارة على إنزال اللافتات بحجة أنها تتعارض مع حيادية المؤسّسات العامة. وبسبب هذه «الرقابة»، تظاهر مجموعة من الطلاب أمام مبنى معهد الفنون الجميلة في أثناء حفل افتتاح المعرض. ورغم الطقس الثلجي الذي يلف باريس، نثر المتظاهرون مئات من قصاصات الورق الصغيرة التي تحمل الكلمات التي جرى الاعتراض عليها، وطالب بعضهم باستقالة مدير المعهد، هنري كلود كوسو، لممارسته «رقابة ذاتية تبعث على القلق». ومن جانبها، أوضحت مسؤولة المعرض كلار كارولان، في تصريح نشرته صحيفة «الموند»، أن الإدارة كانت على علم بهذه اللافتات منذ وقت طويل ولم تعترض عليها، وقد نشرت صورتها في دليل المعرض. لكن المدير أبلغها بخشيته أن يتسبب هذا العمل الفني في تأزيم العلاقة مع الجهات الرسمية، ومنها وزارة التربية التي تخصص الميزانية المالية للمعهد في مثل هذا الوقت من السنة. وتحولت القضية إلى صراع حزبي عندما دخل الحزب الاشتراكي على الخط منددا بما سماه «رقابة لأسباب سياسية». كما أعرب عمدة باريس «الاشتراكي» برتران ديلانويه، عن اهتمامه بالموضوع، داعيا الفنانة الصينية إلى تعليق لافتاتها على واجهة صالة للعرض تابعة للبلدية. أما المفارقة الأطرف فهي أن الوزير «اليميني» في قلب المعمعة هو ابن أخي رئيس الجمهورية والزعيم الاشتراكي السابق فرنسوا ميتران.