سارق لوحة «شاطئ بورفيل» لكلود مونيه احتفظ بها 9 سنوات ولم يعرف راسمها

السلطات البولندية استعادتها بفضل دعم ألماني

TT

لوحة «شاطئ بورفيل» للرسام الفرنسي الانطباعي الكبير كلود مونيه اختفت من متحف بوزنان ببولندا قبل تسع سنوات، وقيّدت الشرطة السرقة منذ ذلك الحين ضد مجهول. وكانت الشرطة طوال الوقت تظن أن أحد الأثرياء المعجبين بمونيه ضمها إلى مجموعته الفنية السرّية في قبو قصره الفخم، لكن المفاجأة الكبرى حدثت عندما عثر عليها في خزانة ملابس عامل بناء. وهي منذ يناير (كانون الثاني) الماضي بحوزة المتحف من جديد.

لم تمتلك الشرطة البولندية طوال هذه السنوات أرشيفا إلكترونيا لبصمات الأصابع وإلا لكانت وقعت على اللص الذي ترك بصماته على إطار اللوحة المسروقة، غير أن نظاما وضعته الشرطة الألمانية تحت تصرف السلطات البولندية توصل خلال ساعتين إلى ما عجزت عنه عيون الشرطة البولندية عن مطابقته طوال السنوات التسع الأخيرة. واتضح أن اللص هو البولندي روبرت ن. الذي سبق له العمل في قطاع البناء في فرنسا وألمانيا. وكان قبلها في الثمانينات معروفا للشرطة البولندية كنشال و«لص صغير» يتاجر براديوهات السيارات المسروقة. والغريب أن اللص لم يبِع اللوحة، بل احتفظ بها حتى النهاية رغم تدهور وضعه الاقتصادي وحالة البطالة التي يعيشها.

تبدو قصة «اللص الصغير» مثيرة اجتماعيا لأن «ذوقه» الفني تحسن أيضا مع تحسن وضعه الاقتصادي، وأخذ يتطلع إلى حياة أرستقراطية. واعترف بأنه كان يخطط لوضع اللوحة في قلب فيلا يشتريها مستقبلا من العمل في البناء. ويقال إن وضع روبرت الاقتصادي تحسن حقا في التسعينات نتيجة العمل في البناء في فرنسا وألمانيا، وبالتالي تحسن وضعه الاجتماعي. وحقا، بدأ يزور المتاحف والمسارح، وأغرم بلوحة «شاطئ بورفيل» عندما رآها في متحف بوزنان. وهكذا تنكّر في هيئة طالب في معهد الرسم وصار يزور المتحف يوميا وينسخ اللوحة بريشته ويدرسها لعدة ساعات يوميا تحت أنظار الحراس المعجبين بالفنان.

وفي شتاء 2000 هرّب صورة فوتوغرافية عن لوحة مونيه تحت معطفه، زوّرها ببعض الرتوش بألوان الزيت، واستغل غفلة الحراس عنه في فترة الغداء، ففصل اللوحة الأصلية بسكين عن الإطار ولصق اللوحة المزورة محلها.

الجميل في الموضوع أن روبرت، حتى بعد «تطور» ذوقه الفني وبعد اعترافه بالسرقة، لم يكن يعرف أن اللوحة تعود إلى كلود مونيه.