«صحافي» في الثانية عشرة يحرج وزيرة التعليم في فرنسا

مرشحة الحزب الحاكم لانتخابات البلديات لا تعرف ثمن تذكرة قطار الضواحي

TT

تعرضت فاليري بيكريس، وزيرة التعليم العالي الفرنسية، لموقف محرج أمس عندما فشلت في الرد على سؤال وجهه إليها صحافي طفل عمره 12 سنة، في أثناء برنامج لإذاعة محلية، وذلك في إطار حملتها كمرشحة الحزب الحاكم في العاصمة وضواحيها للانتخابات البلدية التي تجري الشهر الجاري. وحاولت بيكريس التملص من السؤال بتقديم جواب مقارب، لكن محاولتها باءت بالفشل ونقلت عشرات المواقع الإلكترونية الفرنسية وقائع «خيبة الوزيرة».

بيكريس، التي كانت تقوم بجولة انتخابية في ضاحية مانت لا جولي الباريسية، كانت قد دعيت إلى لقاء بثه راديو «إل إف إم» وأداره مجموعة من الصحافيين الصغار المتدربين. ولم يكن هؤلاء رفقاء بالمرشحة عندما حاصروها بأسئلة تبدو بسيطة في ظاهرها لعموم الناس، لكنها لا تدخل بالضرورة في دائرة معارف النخبة. لذا فوجئت الوزيرة التي تضع الحكومة تحت تصرفها سيارة مع سائق خاص، عندما سألها تلميذ من أبناء المنطقة عن ثمن تذكرة النقل، ذهابا وإيابا، من الضاحية إلى باريس. ولم تتمكن بيكريس من الرد، لكنها ناورت بإعطاء ثمن التذكرة الشهرية للتنقل بين العاصمة والضواحي البعيدة.

غير أن الصحافي الصغير لم يترك الوزيرة لحالها، بل عاجلها بسؤال ثانٍ عن عدد القطارات التي تسير بين الضاحية وباريس كل ساعة. ولما عجزت عن الرد قال لها عبر ميكروفون الراديو الذي كان ينقل البرنامج على الهواء: «كيف تريدين أن تصبحي رئيسة للمجلس البلدي وأنت لا تعرفين هذه الأمور؟». عندها، رغم الإحراج ومع محافظة الوزيرة على ابتسامتها، اقترحت على محاورها الطفل أن يدعو خصومها السياسيين ويوجه إليهم أسئلة من النوع نفسه... ليكتشف ما إذا كانوا قادرين على الجواب.

مما يذكر أن فاليري بيكريس من مواليد ضاحية نويي سور سين الراقية، شمال غربي العاصمة، وكانت طالبة متفوقة حصلت على الثانوية العامة وهي في السادسة عشرة من العمر، وكانت الثانية على دفعتها في المدرسة الوطنية للإدارة، وهو المعهد الذي يخرج رؤساء الجمهورية والوزراء وقادة المؤسسات الكبرى.