أزمة سياسية في مدينة نمساوية بسبب نصب أهداه لها هتلر

هل تبتعد «أفروديت» عن لينز؟

TT

من قدر مدن ألا ينفك مصيرها عن مصير المشاهير «الأشرار» من أبنائها.. هذا على يبدو هو قدر مدينة لينز النمساوية، المدينة التي أحبها الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، وأمضى فيها فترة من شبابه. فمهما شهدت لينز من تغييرات، وعلى الرغم من مرور السنين على الحقبة النازية، لا تزال ثالث كبرى مدن النمسا، بعد فيينا وغراتس، تُعرف بالمدينة التي فضلها هتلر، وخصها بحبه وعطفه.

فقبل سنة ونصف السنة، ثارت ثائرة عدد من طلاب كلية الفنون الجميلة في لينز بعد اكتشافهم أن نصب «أفروديت»، رمز الحب والجمال في أساطير اليونان، الموجود في حديقة ميدان عام في المدينة ليس إلا هدية خص بها هتلر مدينته المفضلة عام 1942. ومن ثم دعا الطلاب السلطات إلى إزالة النصب فورا، ورضخ عمدة المدينة لحملة الطلاب بعدما عزّزوها بمظاهرات صاخبة، كما أقنعوه أن نسخة ألمانية من النصب ذاته صنعها النحات النازي فيلدهام فاندشايندر قد أزيلت من مبنى المستشارية في برلين بعد اكتشاف حقيقة أنها كانت هدية من هتلر أيضا.

غير أن قضية «أفروديت» لم تنته فصولها بعد، إذ نقلت وسائل إعلام محلية في لينز، صباح أمس، تهديدات جديدة يواجهها عمدة المدينة، وهو الاشتراكي فرانز دوب أوش، بجره وحكومته للمحاكم بحجة «الإهمال والتعامل بصورة غير قانونية مع النصب» الذي صرح بإزالته، واعتبار أن تصرفه في الأمر يتعارض مع سلطاته كمسؤول عن الممتلكات العامة في المدينة. كما أن الدعوى القضائية الذي يهدّد برفعها فرانز هوفر، مندوب حزب الشعب المحافظ، الحزب الحليف في الحكومة، تستند إلى منطق «أن الشعوب لا تزيل تاريخها، ولا تتعامل معه كقمامة يمكن الخلاص منها في أي لحظة».