ألمانيا: واقيات ذكرية مجانية لمتلقّي الإعانات الحكومية

مصلحة اقتصادية.. بعد الفائدة الصحية

TT

بعد إقدام معظم دول أوروبا على تشجيع شبابها على استخدام الواقيات الذكرية، لاعتبارات صحية، بأمل الحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسب «الإيدز»، برزت لها في ألمانيا مصلحة اقتصادية، إذ يدرس عدد من الولايات الألمانية إمكان توزيع الواقيات المانعة للحمل مجانا على العائلات التي تتلقى المساعدات الاجتماعية، أو إعانات البطالة. وكانت ولاية برلين قد بادرت فعلا لاعتماد هذا الإجراء، رغبة منها في خفض معدلات الحمل «غير المرغوب فيه» بين نساء العائلات الفقيرة.

كانت إحصائية لوزارة الصحة الاتحادية في ألمانيا قد أشارت إلى زيادة بيّنة في حالات الحمل غير المرغوب فيه بين النساء العاطلات، ونساء العائلات ذات الدخل المحدود. ويرتفع بالتالي مع هذه النسبة عدد حالات الإجهاض التي تضطر الدولة إلى تحمل تكاليفها سنويا. وسبب هذه الظاهرة هو فقر الحال، والعجز عن شراء حبوب منع الحمل، والخشية من الأعراض الجانبية التي قد تنجم عن تعاطي الحبوب لفترة طويلة.

ولقد بادرت ولايات بريمن وسكسونيا السفلى وميكلنبرغ - بومرانيا الغربية، وكلها في شمال البلاد - في هذا المجال لطرح الفكرة على المجلس الاتحادي، الذي يضم ممثلي البرلمانات المحلية. وأيدتها منظمة «برو فاميليا» بعدما قدّرت أن ما تخصصه المرأة من الإعانات التي تتلقاها لرعاية صحتها لا يتجاوز 13.18 يورو شهريا، وهو مبلغ يشمل الأدوية والعقاقير من الأسبرين، وحتى حبوب منع الحمل.

وحسب الإحصائيات تعيش في ألمانيا 1.6 مليون امرأة، تتراوح أعمارهن بين 21 و49 سنة، يعشن على إعانات البطالة والمساعدات الاجتماعية، ولا تستخدم حبوب الحمل سوى نسبة 25% منهن. وتكلف الواقيات الذكرية ما بين 4.5 و20 يورو شهريا، أي ما قد يكلف الدولة ما يقارب 79 مليون يورو سنويا، في حين أنها تتكبّد من عمليات الإجهاض تكلّف ما بين 250 - 500 يورو لكل عملية، وهو ما يثقل خزينة الدولة بأكثر من 400 مليون يورو سنويا.