كشف علمي ياباني باتجاه تطوير علاج لـ«الرهاب»

علماء من جامعة هيروشيما طوروا خوفا عند السمك وعالجوه بمخدر

TT

يبدو أن التغلب على مرض «الرّهاب» (أو الخوف المفرط اللامنطقي) بات قريبا، إذ تمكّن فريق من العلماء في جامعة هيروشيما، بجنوب غرب اليابان، من إيجاد وسيلة لإخماد جذوة «مركز الخوف» في الدماغ.

صحيفة «الديلي ميل» اللندنية نقلت عن مجلة «بيهايفيور آن براين فنكشنز» العلمية التخصصية في طب الجهاز العصبي، أن فريق العلماء الياباني، الذي يقوده البروفسور ماسيوكي يوشيدا، ذكر أن الوسيلة التي توصلوا إليها تقوم على حقن مادة تخديرية عادية مباشرة في الدماغ. وأن فريق العلماء درس سلوك نوع من سمك الزينة بعدما طوّر خوفا كبيرا عند مشاهدته ومض الضوء.

إذ عكف فريق العلماء على تعريض السمك لشحنة كهربائية خفيفة في كل مرة يوجه إليه الضوء، ومن ثم أخذ السمك يربط لا إراديا بين الصدمة الكهربائية وبين الضوء بطريقة «كلب بافلوف». وتأكد عنصر الخوف عند السمك بانخفاض عدد نبضات قلب السمكة، بعكس حال الإنسان، عندما يؤدي الخوف إلى ارتفاع عدد نبضات قلبه.

ومن ثم، اكتشف العلماء أنه لدى حقن مخيخ السمكة بمادة الليدوكايين المخدرة - التي يستخدمها الأطباء وخصوصا أطباء الأسنان - قبل ساعة من إجراء التجربة الضوئية، لا يحدث أي تأثر في عدد ضربات قلبها حتى بعد تعريضها للضوء. وحسب العلماء اليابانيين، فإن حقن قطاع المخيخ (المجاور للمخ) في الدماغ، الذي يتصل بمشاعر الخوف والبهجة وغيرهما عند البشر، ويتصل بالحركة والتعلم والخوف عند السمك، ربما يشفى الناس من «الرّهاب». ومن ما قاله البروفسور يوشيدا «أنه لمن المثير أن يكون للأسماك والحيوانات الثديية - كالإنسان - آليات مشتركة في العمل الوظيفي للدماغ بما يخص التعلم على المشاعر المرتبطة بالخوف»، وأمل في أن تساعد هذه التجربة على تطوّر الخوف وآلياته العصبية، على تطوير علاجات جديدة لـ«الرّهاب»، المعروف أيضا بـ«الفوبيا».