دراسة حديثة: الفرنسيون أنظف مما كانوا عليه قبل نصف قرن

باتوا يستبدلون فرشاة الأسنان مرة كل 3 أشهر

TT

هل صحيح أن الفرنسيين، بشكل عام، قذرون، بمعنى إهمالهم لشروط النظافة الشخصية؟ هذه هي الفكرة التي كانت شائعة عن شعب قيل إنه يكتفي بمسح الجسد بالعطور بدل الاستحمام بالماء والصابون. لكن دراسة حديثة أجراها عالم اجتماع فرنسي ونشرت أمس، تدعو إلى إعادة النظر في تلك الأفكار الجاهزة والموروثة من عصور قديمة.

في الدراسة، يقول جيرار ميرميه أن 37 في المائة فقط من الفرنسيات كن يأخذن حماما كاملا مرة في الأسبوع عام 1951. أما في عام 2007 فقد صار 71 في المائة من الفرنسيين، رجالا ونساء، يستحمون بأخذ «دوش» يوميا. وبشكل عام، ينفق الفرنسي ما معدله 250 يورو على شراء مستحضرات النظافة من صابون وعصارات لغسل الشعر ومزيلات للعرق، وهذا رقم لا يشذّ عن معدل إنفاق مواطني دول أوروبا على المواد نفسها. وجاء في الدراسة أيضا أن اهتمام الفرنسيين بنظافة الأسنان تطور أيضا. و80 في المائة منهم، بين 25 و65 سنة، «يفرشون» أسنانهم مرتين، على الأقل، يوميا. والجديد في هذا الميدان أن 71 في المائة قالوا إنهم يغيرون فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر، حسب التوجيهات الصحية. وعلى هذا الصعيد، كان الأميركي يسخر من الفرنسي بالقول إنه يحتفظ بفرشاة أسنانه ولا يغيرها على مر السنين.. لأنه من عشاق «الأنتيكا».

أيضا، خلال السنوات الثلاثين الماضية حقق استهلاك مزيلات العرق قفزة كبرى في فرنسا، خصوصا في أوساط النساء. وبينما كانت 15 في المائة منهن يستعملنه بانتظام عام 1980، ارتفعت النسبة إلى 90 في المائة حاليا. ويعود جزء من الفضل إلى حملات الدعاية والإعلانات التي سعت لتوعية الفرنسيات بفوائد هذه المستحضرات، ضاربة على الوتر الحساس لأثرها الإيجابي على حياتهن العاطفية.

ومن العادات التي كانت قد تراجعت لكنها استرجعت انتشارها عادة غسل اليدين. ففي حين أكدت دراستان نشرتا عامي 2006 و2007 أن 50 في المائة من الفرنسيين لا يغسلون أيديهم بعد مغادرة «التواليت»، جاءت دراسة للمعهد الوطني الفرنسي للوقاية الصحية، عام 2008، لتشير إلى أن تسعة فرنسيين من عشرة قالوا إنهم يمرون على المغسلة خمس مرات في اليوم، على الأقل. ومع انتشار وباء إنفلونزا الخنازير، تعززت عادة الغسيل المتكرر لليدين واللجوء إلى المطهرات الكيماوية التي تحمل في الحقائب، في حال غياب الماء والصابون.