الحكومة الإسبانية تقدم شهادة اعتراف للشاعر ميغيل أرناندث

بعد نحو 70 عاما من صدور حكم الإعدام عليه ووفاته في سجون فرانكو

TT

منحت الحكومة الإسبانية، يوم الجمعة، شهادة تقدير واعتراف بالفضل للشاعر الإسباني ميغيل أرناندث (1910 - 1942) الذي حكم عليه بالإعدام بعد الحرب الأهلية الإسبانية وتوفي مريضا في سجن الجنرال فرانكو في 28 مارس (آذار) من عام 1942. وقامت نائبة رئيس الوزراء ماريا تيريسا فرناندث دي لا بيغا بتسليم شهادة التقدير لعائلة الشاعر الممثلة في حفيدته ماريا خوسيه أرناندث وزوجة ابنه لوثيا اثكيردو، في حفل خاص أقيم في جامعة اليكانتي، شرقي إسبانيا، وحضره كثير من الشخصيات السياسية والأدبية؛ منهم وزيرة الثقافة آنخليس غونثاليث ووزير العدل فرانثيسكو كامانيو، والشاعر ماركوس آنا، أحد أبرز الذين دعوا إلى رد الاعتبار لأرناندث منذ عام 1960. وتتضمن شهادة التقدير، اعترافا رسميا من الحكومة الإسبانية بفضل الشاعر أرناندث وبشاعريته، وإعادة الاعتبار له وإسقاط الأحكام الصادرة ضده إبان حكم الجنرال فرانكو، والاحتفال بمرور مائة عام على ولادته، وإقامة معارض ومحاضرات خاصة بهذه الذكرى وإعادة طبع كتبه. وذكرت نائبة رئيس الوزراء دي لا بيغا أن الاعتراف الحكومي يأتي لكون أرناندث «كان مدافعا عن الحرية والقيم الديمقراطية في لحظات مؤلمة من تاريخنا.. ودخل السجن ظلما وحكم عليه بالإعدام بموجب قرار صدر، من دون ضمانات، من قبل محكمة عسكرية..». واستشهدت نائبة رئيس الوزراء بقصيدة أرناندث التي يقول فيها:

من أجل الحرية أسيلُ دما وأناضل بحياتي من أجل الحرية عيناي ويداي كأنهما شجرة من لحم ودم أمنحهما، كأنني واحد من الأسرى من أجل الحرية.

وانتقدت دي لا بيغا المعارضين للاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لوفاة أرناندث وقالت: «على الرغم من أن هناك من يقول بأن هذه الاحتفالات ليست ضرورية.. فإننا نقول لهم: هي ضرورية وأكثر من ضرورية، بل مستعجلة أيضا».

معلوم أن ميغيل أرناندث، من أبرز شعراء إسبانيا في العصر الحديث، وكان صديقا لألبرتي وأليكسندرة، وشعراء آخرين من جيل الـ27، ويعتبر من أشد معارضي حكم الجنرال فرانكو، قولا وعملا، فقاتل إلى جانب الجمهوريين، وعانى كثيرا هو وعائلته، ثم ألقي القبض عليه بعد انتهاء الحرب الأهلية (1936 - 1939)، وحكم عليه بالإعدام، لكن مرضه أخر تنفيذ الحكم، حتى توفي في السجن عام 1942.