تراجع كبير في رغبة الألمان بالزواج

ربع الشابات و40% من الشبان سيكملون مشوار العمر من دونه

TT

تراجعت رغبة الألمان في الزواج في ظل تطورات الأوضاع في الوقت الحالي، كما أظهرت دراسة رسمية في ألمانيا. وجاء في دراسة المعهد الاتحادي لأبحاث السكان أن نحو ربع الشابات ونسبة تصل إلى 40 في المائة من الرجال سيكملون على الأرجح مشوار العمر دون زواج.

وذكرت صحيفة «فيلت آم زونتاج» الصادرة أمس الأحد أن رغبة الألمان في الزواج تراجعت منذ عام 1980 وحتى الآن إلى النصف تقريبا. وأعرب يوهانس زينغهامر، نائب رئيس جبهة التحالف المسيحي التي تنتمي إليها المستشارة أنجيلا ميركل، عن قلقه البالغ إزاء هذا التطور السلبي في المجتمع الألماني والذي قد يهدد مستقبل البلاد.

وأكد المسؤول على أهمية الزواج، وأوضح قائلا «سيشعر الجميع بأن دعائم الدولة الاجتماعية لن تمنح بأي حال الأمان الذي توفره الأسرة التقليدية».

وفي الإطار نفسه، قال هانس بيرترام، المستشار الحكومي والخبير في الشؤون الاجتماعية، إن امتناع الكثير من الرجال والسيدات عن الزواج لا يرجع بأي حال إلى اقتناعهم بعدم جدوى الزواج، وإنما بسبب عدم الإحساس بالأمان تجاه العمل وإمكانية الحفاظ على الوظيفة.

وأشار الخبير في الوقت نفسه إلى أن مثل هذه الظروف التي تواجه الشباب في مقتبل الحياة الوظيفية تدفعهم إلى التفكير بشكل منطقي، وإلى الإحجام عن الزواج وتجنب العلاقة الثابتة لفترات طويلة مع شريك الحياة.

الجدير بالذكر أن ألمانيا تعاني من تراجع حاد في معدلات المواليد بشكل يؤثر سلبا على الاقتصاد والقوة العاملة، ويؤدي أيضا إلى «شيخوخة» المجتمع.

وترجع أسباب الانخفاض المستمر في معدلات المواليد في ألمانيا للكثير من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، ومقتل نحو 16 مليون ألماني في الحرب العالمية الثانية أغلبهم من الرجال. وتشير التوقعات إلى أن عدد سكان ألمانيا سيصل بحلول عام 2050 إلى 65 مليون نسمة، مقابل أكثر من 80 مليون نسمة في الوقت الحالي. وتحاول الحكومة الألمانية تشجيع أبناء الشعب على الإنجاب من خلال زيادة المعونات المخصصة للأسرة والأطفال ومنح الوالدين تسهيلات في العمل والضريبة.

وتنادي بعض الأصوات في ألمانيا بالاستعانة بالعمال الأجانب لسد الفجوة التي يتركها تراجع معدلات المواليد، لكن الخوف من فقدان فرص العمل يجبر كثيرا من الألمان على رفض هذه الفكرة.