تمكن فريق مشترك من الباحثين المغاربة والألمان من اكتشاف آثار حضارة كانت توجد في المغرب منذ 175 ألف سنة. وأعلن في الرباط عن اكتشاف أقدم آثار للحضارة العثيرية في موقع «إفري عمار» في منطقة أفسو، 50 كيلومترا جنوب الناظور على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال المغرب.
وقال مصدر في وزارة الثقافة المغربية إن هذه الآثار، التي اكتشفها باحثون من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع للوزارة والمعهد الألماني للأركيولوجيا، تعود إلى نحو 175 ألف سنة حسب نتائج التأريخ التي تم تحديدها مؤخرا.
وأضاف البيان أن هذه الحضارة، التي تم اكتشافها لأول مرة بموقع بئر العاطر في الجزائر، قد أرخت ما بين 20 ألف و40 ألف، كما أتاحت بعد ذلك بعض الأبحاث التي أنجزت حديثا في مواقع أثرية مغربية من الحصول على 110 ألف سنة كأقدم تاريخ لهذه الحضارة.
وأشار المصدر إلى أن الأبحاث الميدانية، التي أنجزت في الموقع خلال سبع سنوات تحت إشراف الأستاذ الباحث عبد السلام مقداد، والدكتور جوزيف انفانكر، أتاحت اكتشاف عدد هائل من الآثار العثيرية، مضيفا أن هذه الأخيرة تتضمن رؤوس رماح وأدوات مذنبة يرجح أنها استعملت في قطع اللحوم ودباغة جلود الحيوانات.
ومن بين أهم الآثار المكتشفة بنفس الموقع أصداف من صنف «ناساريوس» استعملها الإنسان العثيري كحليّ. وتعد هذه الأصداف التي تم العثور عليها كذلك بمواقع «سكول» في فلسطين، وفي «بلومبوس» بجنوب أفريقيا، و«واد جباية» بالجزائر و«تافوغالت» بالمغرب التي تعود إلى أكثر من 80 ألف سنة، من أقدم أشكال التعمير الرمزي التي اعتقد أن ظهورها مرتبط بالإنسان الحديث الذي عمر أوروبا منذ 40 ألف سنة.
ويرجح الباحثون، حسب المصدر نفسه، ارتباط هذا التعمير الرمزي لدى الإنسان العثيري بظهور اللغة والفن، مضيفا أن الأبحاث المستمرة حاليا بموقع «إفري عمار» تهدف إلى إغناء المعارف حول سلوك الإنسان الحديث ومسألة انتشاره خارج القارة الأفريقية.