يكاد يكون هناك إجماع على أن جانبا أساسيا من العلاج الذي يتلقاه المريض ويساعد في شفائه هو الجانب النفسي. فعندما يطمئن المريض، بصرف النظر عن فارق السن وطبيعة المرض، إلى العلاج فإنه يكون في وضع أفضل سواء من الناحية البدنية الاستقلابية أو على صعيد الارتياح النفسي والمعنويات العالية. بل من الثابت علميا أن مرضى كثيرين يتشنجون لمجرد رؤية الطبيب لدى فحص ضغط دمهم، وهو ما يسمى سريريا بـ«تأثير الرداء الأبيض»، وبالتالي يسجل قياس ضغطهم ارتفاعا مؤقتا.
في ألمانيا، تنبه طلبة طب يكملون تمارينهم الإعدادية في مركز المبرات الطبي (مركز فيركوف الإكلينيكي) في العاصمة برلين للدور المحوري للمعنويات والحالة النفسية، فأسسوا مستشفى مخصصا لدمى الدببة المحشوة المفضلة عند الأطفال الصغار، سموه «مستشفى التيدي بير»، الغاية منه التقليل من خوف الطفل من مرأى الأطباء والمستشفيات. ويجري هؤلاء أمام الأطفال كل ما هو مألوف في المستشفيات العادية من فحوص وعمليات جراحية وتصوير أشعة والتخدير بالبنج وخلافه للدمى المحشوة. ويبدو، وفق وكالة «أ.ف.ب»، أن التجربة ناجحة جدا، ويتابعها الأطفال باهتمام.