الشبان الألمان أكثر تعلقا من الشابات بـ«أوتيل ماما»

في دراسة مسحية واسعة حول الارتباط ببيت العائلة

TT

الحياة كطفل مدلل في بيت العائلة، أو «أوتيل ماما» - كما يقال في ألمانيا - جميلة بالطبع، فالملابس تغسل باستمرار وتكوى، والطعام ساخن دائما وهو أنظف وألذ من وجبات أي مطعم، ثم إن الإنفاق أقل في كل الأحوال.

هذه بعض الأسباب المعروفة، التي أوردتها دائرة الإحصاء المركزية في ألمانيا، التي تجعل الشباب، ذكورا وإناثا، يتعلقون بالحياة في كنف العائلة. مع ملاحظة أن الإحصائية التي أجرتها الدائرة شملت الذكور والإناث من سن الـ18 إلى 24 سنة، أي التي تبدأ مع الحياة الجامعية وتنتهي بالتخرج في الجامعات، والزواج.

وتقول إحصائية عام 2008 إن نسبة الشباب الذكور، في المرحلة السنية المشار إليها، الذين ما زالوا يعيشون في كنف الأم يرتفع إلى 63% بغض النظر عن مداخيلهم وإنجازهم الدراسي. وظهر من الدراسة أن الفتيات من المرحلة السنية ذاتها، أكثر تحررا من الكنف العائلي، لأن نسبة المستمرات في العيش في بيت العائلة لا تزيد على 47%. للعلم، لم تكتف الإحصائية بعينة صغيرة من المجتمع وإنما شملت 327 ألف عائلة.

وبعدما كان الانتقال إلى الجامعة، أو بدء علاقة عاطفية جادة، سببا كافيا لمغادرة «أوتيل ماما»، غدت الشروط حاليا أعقد، ربما بسبب الأزمة المالية وطول فترة الدراسة وقلة فرص العمل. فالشاب اليوم لا يفارق العائلة إلا عند الزواج أو إنجاب الأطفال. ودليل ذلك أن نسبة الشباب الذين كانوا يعيشون مع عائلاتهم عام 1978 لم تزد على 53%.

ويبدو أن للأمر علاقة بالوضع الاجتماعي للعائلة لأن 12% فقط من الأولاد ما زالوا يعيشون في كنف العوائل الناجمة عن زيجة ثانية، في حين أن نسبتهم بين الزيجات الأصلية ترتفع إلى 25%. ثم إن العزوبة تنتشر بين الرجال (23%) من سن 27 - 59 سنة أكثر من انتشارها بين النساء من السن نفسها (15%).

جدير بالذكر، أن دائرة الإحصاء الألمانية منحت «أوتيل ماما» الإيطالي تقدير «6 نجوم» لأن 90% من شباب إيطاليا من سن الـ18 - 24 يعيشون مع العائلة. والطريف أن أيرلندا كانت البلد الأوروبي الوحيد الذي تتعلق شاباته بالعيش في كنف العائلة أكثر من شبانه، بواقع 33% مقابل 12% فقط.