ألمانيا: خبز رئيس الجمهورية يلوث البيئة

احتجاجات على نقله من ولاية سكسونيا السفلى

رئيس جمهورية المانيا الجديد وزوجته
TT

هناك حالة تذمر وعدم ارتياح تسود العاصمة الألمانية برلين لأن مذاق «الخبز البرليني» لم يرق لرئيس الجمهورية الجديد، كريستيان فولف، ولا لزوجته (السيدة الأولى) بيتينا كورنر، وبالتالي، فضلا استيراد خبز الرئاسة من مخابز هانوفر، عاصمة ولايتهما سكسونيا السفلى.

نواب حزب الخضر ومسؤولو منظمات حماية البيئة لم يعترضوا على سعر الخبز العالي الآتي من الولاية الواقعة إلى الغرب من برلين، لكنهم اعترضوا بقوة على المسافة التي تقطعها السيارة، وكمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي تطلقها، كي توصل الخبر من هانوفر إلى «قصر بيليفو» الرئاسي. ووفق حساباتهم يتسلم الرئيس فولف الخبز 5 مرات في الشهر وبتكلفة 400 يورو كل مرة، وتقطع سيارة الخبز مسافة 560 كلم كي تضع الخبز السكسوني المفضل على مائدته. الرئيس الألماني الجديد، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي المسيحي اليميني، أثار كل هذه السحابة الملوثة للبيئة بعد 5 أسابيع فقط من انتخابه للمنصب. غير أن ولاء الرئيس لمسقط رأسه لم يرق بالطبع للخبازين البرلينيين، فعلق هانز يزاخيم بلاور، من اتحاد الخبازين الألمان، قائلا: «هناك عشرات الأنواع من الخبز في برلين، ولا بد أن يروق أحدها لساكني قصر بيليفو».

أما كلاوديا هيمرلينغ، النائبة عن حزب الخضر، فقد وصفت نقل الخبز من ولاية إلى أخرى بـ«الجنون»، مضيفة «ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان». وأيدتها بذلك بيتينا شولتزه، من اتحاد حماية البيئة، التي أكدت أن اعتراضها يتعلق بالتكاليف «البيئية» لنقل الخبز وليس لتكلفة صنع الخبز نفسه. وأشارت شولتزه إلى أن الرئيس الأسبق رومان هيرتسوغ (1994 - 1999) كان يفعل الشيء ذاته، بل إنه كلف أحد المتحدثين الصحافيين بمتابعة نقل الخبز من هانوفر إلى برلين.

على أي حال، يظهر أن القضية تتعلق بنوع الخبز، وليس بمصدره فقط، إذ إن مخابز «يوخن غاوس» الهانوفرية معروفة لدى عدد كبير من المشاهير. وللعلم، تزود مخابز غاوس سلسلة طويلة من المطاعم والفنادق الفاخرة في ألمانيا. ولقد أعرب غاوس عن استغرابه للضجة التي أثيرت حول الموضوع، لكنه استغل الضجة الإعلامية للترويج لمخابزه، فقال «هناك رئيس واحد في البلد، وخبز واحد جيد أيضا، هو الآتي من أفران غاوس».