لا يوجد في ألمانيا نظام ضبط لبطاقات ركوب وسائط العامة كما هي الحال في بريطانيا، وتعتمد دوائر النقل على فرق مفتشي «الكنترول» لضبط المخالفات وتغريم المسافرين بلا تذاكر.
غير أن مواطنا ألمانيّا من العاصمة برلين يطرح الآن للركاب بلا تذاكر برنامجا كومبيوتريا «سوفت وير» للهاتف الجوال ينذرهم في الوقت المناسب بمجيء فرق «الكنترول».
توماس ر. مصمم هذا الـ«سوفت وير» على برنامجه الإنذاري «أوبلستر»، ويعد كل المضربين عن قطع التذاكر، وكل المسافرين بلا تذاكر، بنظام إنذار مبكر فعال ضد حركة فرق مفتشي «الكنترول». والنظام يصلح للهواتف الجوالة المزوّدة بنظام تشخيص المواقع الجغرافية عبر الأقمار الصناعية، ويظهر خريطة المدينة، وخطوط النقل العامة، ومواقع حركة «الكنترول» كل يوم.
ثم إن برنامج «أوبلستر» نظام تعاوني وتضامني في الوقت ذاته ويفسح المجال لكل مواطن، وكل راكب بلا تذكرة، بالإعلان عن حركة فرق المفتشين عبر موقع «تويتر». وتحتفظ شركة «أوبلستر» المساهمة بعشرات العملاء والمتطوعين، الذين يدورون يوميا في خطوط النقل يراقبون حركة فرق المفتشين ويشخصون مواقعها وحركتها. ويقوم مركز «أوبلستر» بعد ذلك بتعميم «نشرة أخبار» فرق «الكنترول» على كل حملة الهواتف الجوالة الذين يدفعون مبلغا زهيدا قدره 5 يوروات في الشهر مقابل حصولهم على المعلومات.
توماس ر. صرّح بأنه يفعل هذا «نكاية» بدائرة النقل العام «التي صار هدفها الربح وليس توفير النقل المريح للمواطنين»، حسب كلامه. وأكد أن الركوب بلا بطاقة يعني مخالفة القانون ودفع غرامة، إلا أن الدولة لا تتعامل مع ذلك كجناية، ولا تسجل المخالفة في السجل الشخصي للراكب بلا تذكرة، وعليه فإن التحذير من فرق الرقابة ليس جناية بدوره، ولا يمكن لدائرة النقل أن تحاسبه على نشر وتوظيف «أوبلستر».
هذا، ورفض مصمم الـ«سوفت وير» الكشف عن عدد المساهمين في المشروع من الركاب بلا تذاكر، لكنه أشار إلى 70 متعاونا في رصد حركة «الكنترول»، وتحدث عن ارتفاع عدد زوار الموقع بـ1000 زائر ببرلين فقط كل يوم. والجدير بالذكر أن برلينيّا آخر كان أسس في السبعينات من القرن الماضي شركة بلا مقر لتأمين الركاب بلا تذاكر ضد غرامات فرق «الكنترول». وشارك المئات في الشركة من خلال دفع 10 ماركات في الشهر، يقوم بعدها صاحب الشركة بدفع كل الغرامات عن الذين يضبطهم المفتشون.