فرنسا: «أحمد» المسلم يمنح ملامحه للمزراب الجديد لكاتدرائية ليون

أوساط اليمين المتطرف تستنكر نقش «الله أكبر» على واجهتها التاريخية

TT

تكريما لعامل البناء المغربي الأصل أحمد الذي يتولى، منذ 30 سنة، ترميم واجهات كاتدرائية القديس جان في مدينة ليون، بجنوب شرقي فرنسا، قرر المشرفون على الكاتدرائية نحت ملامحه على المزراب الجديد للمبنى التاريخي، مع نقش عبارة «الله أكبر» بالعربية والفرنسية، كرمز للصداقة بين المسيحية والإسلام.

منظمة «اليونيسكو» كانت قد أضافت الكاتدرائية الواقعة في قلب الحي القديم من المدينة، إلى لائحتها للتراث الإنساني الواجب حفظه وعدم التلاعب به. وتبعا لذلك نحت المزراب الذي يسمح بتصريف مياه الأمطار، وفق التقاليد التي كان بناة الكاتدرائيات يتبعونها في القرون الوسطى. ويمكن للزوار والمارة والسياح الذين يقصدون الكاتدرائية بالآلاف، كل شهر، مشاهدة المزراب البارز فوق واجهة بارتفاع 12 مترا. لكن كثيرين منهم ما زالوا يقفون مندهشين أمام العبارة المنقوشة بحرف عربي وأمام اسم «أحمد» المحفور على المزراب.

هذه البادرة لم تمر مرور الكرام، خصوصا في أوساط اليمين المتطرف. واستنكرت حركة للشبيبة المحلية في المدينة نقش عبارة «الله أكبر» بالحرف العربي على الجدار. وكتب أعضاء الحركة على موقعها الإلكتروني: «إن المسلمين يستحوذون على كنائسنا بكل هدوء وبالتواطؤ مع سلطاتنا الدينية». ورد مسؤول الإعلام في مطرانية ليون، بيير دوريو، بالقول في تصريح لصحيفة «لوباريزيان»، أمس، إن أصحاب الحملة المناهضة «ليسوا مسيحيين أكثر من الآخرين»، وإن الأمر لم يكن يحتاج إلى منع أو إلى رخصة من السلطات الكنسية، خصوصا أن التقليد التاريخي لوضع مزاريب تصريف المياه اتخذ أشكالا كثيرة، وهي توضع خارج الكنيسة لا داخلها. وفي المقابل رأى كامل قبطان، عميد مسجد ليون الكبير، أن البادرة علامة جديدة تضاف إلى مسيرة التقارب الإسلامي والمسيحي في المدينة، وأعاد التذكير بأن الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري كان حاضرا أثناء تدشين كنيسة «نوتردام دو فورفيير» عام 1875.

من جهته، أوضح أحمد بن زيزين (59 سنة) العامل الذي أعار ملامح وجهه للمزراب الجديد، أنه فرنسي ومسلم ملتزم ويعمل، دائما، في ترميم الصروح التاريخية، ويحمل احتراما كبيرا للأماكن المقدسة ولا يجد ضررا في أن يرمم مسجدا أو كنيسة أو كنيسا.