ألمانيا: تعاطي المسكرات أثناء الحمل يسبب تشوّه آلاف الأجنة

إحصائية محزنة بمناسبة «اليوم العالمي للأطفال ضحايا الكحول»

TT

يحل اليوم (الخميس) «اليوم العالمي للأطفال ضحايا الكحول»، وبهذه المناسبة نشرت المنظمة التي تحمل الاسم - «الأطفال ضحايا الكحول» - في ألمانيا إحصائية محزنة حول دور المسكرات، أو المشروبات الكحولية، في التسبب بمآس للأجيال القادمة.

فقد جاء في بيان المنظمة أن تعاطي النساء الحوامل المسكرات أثناء فترة الحمل يؤدي كل عام إلى إنجاب بين 4000 و10000 وليد مشوّه. ويتراوح مدى التشوه، حسب كمية الاستهلاك وتكرار حالاته، بين حالات قليلة من التشوه البسيط، وحالات أكثر من التشوه الجسدي والعقلي (الإعاقة العقلية). وأشار البيان إلى إحصائية تقول بأن 15 في المائة من النساء الحوامل في ألمانيا يعاقرن المسكرات مرة واحدة في الشهر على الأقل، مع نسبة 5 في المائة يشربن بتكرار أكبر ويتعرضن شخصيا، ويعرضن أجنتهن، إلى مخاطر عالية. وتتسم حالات الأطفال «الخفيفة» (عدم وجود تشوه) بأن الطفل يولد مفرط الحركة، وأقل ذكاء، وأقل استعدادا للتعلم من غيره.

ونصح طبيب الأطفال، البروفسور هانز يورغن شبور، النساء الحوامل بالتوقف تماما عن شرب الكحول أثناء الحمل، وخلال فترة الرضاعة أيضا. وحث على محاربة هذه الظاهرة الاجتماعية «اجتماعيا»، بمعنى تدخل الأهل لمنع المرأة من شرب أي مسكر، ومنع المطاعم والمقاهي من تقديم الشراب للنساء الحوامل. وفي هذا المضمار، يمكن لألمانيا الاستفادة من تجربة فرنسا التي أجبرت قطاع إنتاج المشروبات الكحولية على كتابة تحذير من مخاطر الكحول على الجنين ولصقه على كل قنينة.

واستشهد البيان بإحصائية لوزارة الصحة تتحدث عن 2.6 مليون طفل يعاني من مشكلات الكحول بسبب إدمان الوالدين أو أحدهما، وأن الدولة أنفقت عام 2009 مبلغ 43 مليون يورو فقط لرعاية الأطفال الخدج الذين يولدون لأمهات يعانين من تعاطي المواد المسببة في الإدمان على المسكرات والمخدرات وغيرها، إذ تبين وجود علاقة وثيقة بين الإجهاض في الأشهر الأولى والولادات المبكرة، وشرب الكحول في فترة الحمل. وكانت منظمة «اليونيسيف» (صندوق الطفولة الدولي) قد نشرت مؤخرا تقريرا عن أن 24 ألف طفل يموتون يوميا على المستوى العالمي بسبب أمراض كان من الممكن معالجتها.