لم يفلح الصديقان المخلصان في إقناع صديقهما الثالث بالتخلي عن فكرة الزواج بامرأة، كانا مقتنعين أنها لا تستحقه، فقررا أن يحولا دون حضوره حفل عقد القران أمام دائرة الأحوال الشخصية بأي ثمن. ولكن، لأن محاولة إبعاد الصديق عن عقد القران انتهت به إلى المستشفى، صار على الصديقين سيباستيان و. (25 سنة) وروبرت ل. (29 سنة) المثول أمام قاضي محكمة ميونيخ، في جنوب ألمانيا، بتهمة إلحاق ضرر جسدي بالغ بالعريس مارك س. (27 سنة). وقال ممثل النيابة العامة إنه «لولا البنية الجسدية القوية للعريس لكان فارق الحياة بتأثير كميات الكحول والمخدرات التي دسها له الصديقان في الشراب».
ما حصل، هو أنه قبل ساعتين من موعد عقد القران دعا الصديقان العريس إلى «كأس أخيرة» لتوديع حياة العزوبية، كما هي العادة الجارية في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية. وخلال الجلسة مزجا مشروبات كحولية، ثم دسا له مخدرا في الكأس الأخيرة. وبالتالي، لم يستيقظ العريس إلا بعد 30 ساعة في غرفة الإسعاف وهو يعاني من تسمم كحولي وصدمة عصبية.
طبعا، كان موعد عقد القران قد فات، ونشب لفواته شجار عائلي صغير. وحول الشجار، قال ناطق باسم دائرة الأحوال الشخصية إن أهل العروس بدأوا بتوجيه اللوم والشتائم إلى أهل العريس، وفقدت العروس ليزا أعصابها فرمت بالإكليل إلى الأرض وداسته بقدميها وهربت باكية من القاعة، ثم أكمل موظف الدائرة «الحفلة» بأن أمر بإخلاء القاعة في الحال حسما للخلاف.
في أي حال، تفاهم أهل العريس مع أهل العروس بعد اتضاح الحقيقة، وعادت المياه إلى مجاريها بين العروسين وأهليهما، وقرروا تحديد موعد جديد لعقد القران، إلا أن الصداقة الحميمة بين «الفرسان الثلاثة» انتهت رغم قسم «الواحد للكل والكل للواحد» الذي يجمعهم. واعتذر الشابان للصديق عن سوء تقديرهما للأمور، غير أنه رفض اعتذارهما أمام المحكمة. ورفض القاضي بدوره اعتذار الصديقين ووقع عقوبة السجن، مع وقف التنفيذ، لمدة 9 أشهر في حق سيباستيان، و12 شهرا في حق روبرت، كما غرم كلا منهما مبلغ 3000 يورو يدفعانها إلى العريس كتعويض عن الأضرار الجسدية التي لحقت به.