ألمانيا: محاكمة نيجيرية تستخدم «السحر الأسود» للإيقاع بالبنات

وجهت إليها تهم الاتجار بالرقيق وتسهيل الرذيلة

TT

يعتقد النيجيريون البسطاء أن بإمكان المرء الهروب من غريم، أو من حرب، أو من بلد ما، لكنه لا يستطيع الهروب من «لعنة السحر الأسود». وقد استخدمت امرأة نيجيرية تعيش في العاصمة الألمانية السابقة بون هذا النوع من الشعوذة لجر عشرات البنات الصغيرات إلى هاوية الدعارة في أوروبا بـ«سطوة السحر».

فرانك كريفت، من شرطة بون، أفاد بأن المرأة النيجيرية المتهمة اعتقلت قبل بضعة أشهر، إلا أنه توفر الآن ما يكفي من الأدلة لكي توجه لها تهم التجارة بالرقيق، وتهريب البشر، وتسهيل الرذيلة (الدعارة). وكان قد كشف خلال الأشهر الماضية عن وجود شبكة كبيرة من تجار الرقيق مع نيجيريا تمتد بين مدن بون وبرلين وأوبرهاوزن ودويسبورغ وهامبورغ وإيسن في ألمانيا. وتم الكشف عن نشاط «المدام» النيجيرية عن طريق المصادفة أثناء تدقيق هويات زوار بعض بيوت الرذيلة في بون، إذ قدمت فتاة نيجيرية صغيرة جوازا مزورا أمكن كشفه بسهولة. وعلى الأثر اعترفت الفتاة بعدها بأنها زارت المتهمة المتخصصة بـ«السحر الأسود» في نيجيريا وطلبت النصيحة في بعض الأمور. ولقد أخذت المرأة شيئا من شعر الفتاة (20 سنة) وقلامة من أظافرها وصورة شخصية وورقة مكتوبا عليها اسمها وبعض ملابسها، وعملت منها «تعويذة» وهددت بحرقها لاحقا، بما يؤدي إلى موت الفتاة أو إصابتها بالجذام، ما لم ترتبط معها بـ«عقد» عمل. وتم بعد ذلك نقلها بجواز سفر مزور إلى ألمانيا، حيث صارت تعمل منذ أشهر كالعبدة لـ«المدام» المتهمة وعصابتها. وأوضح كريفت أن القضية فضحت حالات عشرات الفتيات المستعبدات في أوروبا، وملايين الأموال التي جرى تبييضها، مع ارتباطات واضحة بعصابات تهريب اللاجئين و«لوبيات» تجارة السلاح والمخدرات. وأكد أن المتهمة كانت تتمتع بسلطة كاملة على الفتيات بسبب خوف الأخيرات من «لعنة السحر الأسود». وفي حالة الفتاة التي كشفت الشبكة اتضح أن خوفها من لعنة السحر دفعها لتوقيع عقد بتسديد مبلغ 60 ألف يورو، قبل أن تطلق «المدام» المتهمة سراحها.