أهملت أطفالها وتركت كلبيها يموتان جوعا

TT

نظرت إحدى المحاكم في مدينة مايدستون، عاصمة مقاطعة كنت بأقصى جنوب شرقي إنجلترا، أمس، قضية غريبة كانت بطلتها امرأة كاد ولعها المفرط بالعالم الافتراضي عبر ألعاب الكومبيوتر أن ينسيها مسؤولياتها العائلية وصلاتها بعالم الواقع.

المرأة، التي كانت تقيم في ضاحية سوانلي، بجنوب شرقي لندن، التي لم يشر إلى اسمها التقرير الصحافي الذي نشرته أمس الصحف البريطانية، بينها صحيفة «مترو» اللندنية، أرملة عمرها 33 سنة وأم لثلاثة أطفال.

وجاء في قضيتها الغريبة أنها كانت زوجة وأما مثالية، غير أنها منذ وفاة زوجها المفاجئة بأزمة قلبية، تعرفت عبر بعض الأصدقاء على شبكة الـ«فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على لعبة «سمول وورلد» على الإنترنت، وهي لعبة أقزام وعمالقة في عالم افتراضي. ومنذ بدأت تلعبها، أولعت بها إلى حد الهوس. وبحلول أغسطس (آب) 2009 كانت تلعب طوال اليوم بلا توقف، ولا تنام أكثر من ساعتين فقط. وخلال ستة أشهر من سقوطها ضحية هذا الولع المفرط أهملت المرأة تماما أوضاع أطفالها (أعمارهم 13 سنة و10 سنوات و9 سنوات) فما كانوا يأكلون إلا الفاصوليا المعلبة باردة بلا طبخ وبلا ملاعق، أما كلبا العائلة فكان نصيبهما من الاهتمام أقل وأسوأ، إلى أن ماتا جوعا.

اكتشف أمر المرأة وبيتها عبر أحد الجيران، عندما نظر إلى الداخل من فتحة الرسائل، وعلى الفور أبلغ الشرطة، التي دخل عناصرها البيت، حيث عثروا على الكلبين، الميتين قبل شهرين، وقد انبعثت من جسديهما المهترئين روائح قوية خانقة في غرفة الطعام.

محامي الدفاع، أوضح أن المرأة التي كانت قد اعترفت بالقسوة تجاه أطفالها وإهمالها كلبيها، «انكفأت إلى عالم افتراضها مع كومبيوترها المحمول». وقد صدر عليها الحكم بالسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ لمدة سنتين، والعمل الاجتماعي مجانا لمدة 75 ساعة، بجانب منعها من اقتناء حيوانات أو استخدم الكومبيوتر. أما الأطفال فقد وضعوا تحت الرعاية، وأعيد تنظيف البيت وتأهيله.