ألماني يود العودة إلى السجن بسبب «ذكرياته الجميلة» فيه

يعيش بلا عائلة ولا أطفال ولا أصدقاء

TT

هناك آلاف اللصوص والمجرمين الذين يقبعون في السجون الألمانية وينتظرون انتهاء فترات محكومياتهم، يوما بعد يوم، بأمنية الخروج ولقاء الأهل والأصدقاء والأحبة، غير أن الألماني غيرد ك. يود العودة إلى السجن بعد 20 سنة من مغادرته الزنزانة.

مصادر شرطة مدينة زاربركن، عاصمة ولاية السار (غرب ألمانيا) ذكرت أن غيرد (47 سنة) توجه إلى مركز الشرطة في شارع كارخر مساء الأربعاء الماضي وطلب من تلقاء نفسه إعادته إلى السجن، وأظهر الرجل مجموعة أوراق تثبت أنه أمضى فترة سجن بلغت 5 سنوات، بعد إدانته بالسطو على البيوت، خلال عقد الثمانينات.

أما الجانب الطريف في الموضوع، فهو أن اللص السابق برر طلبه بـ«الذكريات الجميلة التي جمعته مع المساجين»، في سجن زاربركن قبل 20 سنة. وعرض على رجال الشرطة في المخفر وثيقة تثبت حسن سلوكه أثناء فترة سجنه، كما تحدى رجال الشرطة أن يجدوا «نقطة سوداء» واحدة في سجله ما بعد السجن. واعتبر غيرد أمام الشرطة فترة السجن السابقة «أفضل سنوات حياته» التي أمضاها في التشرد والسرقة والفرار من وجه العدالة.

طبعا ثارت شكوك الشرطة حول نيات الرجل بعدما رفضوا طلبه ورجوه أن يغادر المخفر، إذ إن الرجل أبدى جاهزية لارتكاب «جنحة» أو «جناية صغيرة» وجديدة تعيده إلى السجن ما لم يوافقوا على طلب إعادته إلى الزنزانة طوعا. وحين سأله أحد رجال الشرطة عن نوع الجناية التي ينوي ارتكابها رد الرجل «التعدي على رجل قانون كمثل!».

حسب رأي الشرطة، فإن الرجل يعيش متشردا منذ سنوات ولا سقف يؤويه غير بعض بيوت رعاية اللاجئين التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية. وهو يعاني من أمراض نفسية، ومن أن لا عائلة له ولا أطفال ولا أصدقاء، لا اليوم ولا حتى قبل فترة سجنه في الثمانينات.

المهم، أن رجال الشرطة أقنعوه بزيارة الدائرة الاجتماعية طلبا للمساعدات والبحث عن علاقات جديدة تؤسس «لذكريات جميلة» أخرى... ولكن خارج السجن هذه المرة.