تجرأت شرطية فرنسية تونسية الأصل، اسمها سهام سويد، على خرق «قانون الصمت» السائد في جهاز الشرطة، بتأليفها كتابا يفضح الممارسات العنصرية واللاقانونية الشائعة بين بعض زملائها. وتركزت أضواء الإعلام عليها، منذ يومين، بعد نشر الصحف فصولا من الكتاب.
الشرطية الشابة جمعت مادة كتابها «قانون الصمت في الشرطة»، الذي يصدر الأُسبوع المقبل عن منشورات «شيرش ميدي»، بعدما عملت لأربع سنوات في صفوف شرطة الجو والحدود في مطار «أُورلي» الدولي بباريس وراقبت طريقة تعامل زملائها مع المسافرين الآتين من الدول العربية وأفريقيا، والأوصاف المهينة التي يتداولونها فيما بينهم للمسافر المغاربي أو الأسود. وتقول إن مفردات القاموس بخصوص هذا الأخير تختصر في صفة «عبد»، أما عن الوافدين من شمال أفريقيا فإنها تتنوع ما بين «بطيخ» و«مهرج» و«كوسكوس» وغيرها من مفردات تصعب ترجمتها، بجانب العبارة الفرنسية العنصرية الشائعة «عربي قذر».
وتروي المؤلفة حكايات عن شرطيين يتلقون تذاكر سفر مجانية من شركات طيران مقابل غض النظر عن مخالفات، وآخرين يفعلون كل ما بوسعهم لطرد مسافرين لمجرد استكمال النصاب العددي المطلوب منهم تحقيقه لـ«نفخ» إحصائيات وزارة الداخلية بشأن محاربة الهجرة غير الشرعية. وذكرت أنها اعترضت عدة مرات وتقدمت بشكوى قضائية، قبل سنتين، لكن مصيرها كان الحفظ. ومنذ ذلك الحين وهي تلقب بـ«الخائنة» وتتلقى التهديدات من رئيسها في العمل ويتعرض حاسوبها للتفتيش. وطفح الكيل بها عندما تعرضت للاغتصاب، ذات ليلة شتائية من أوائل هذا العام، لكن زملاءها شككوا في أقوالها.
سهام سويد كانت ضحت بوظيفة جيدة لكي تلتحق بالشرطة. وكانت الأُولى في دفعتها، لكن عملها في المطار كشف أمامها واقعا لم تكن تتخيله. ومع أنها ترفض التعميم وتؤكد أن الوقائع التي ذكرتها في كتابها لا تعني إن كل العاملين في الجهاز من العنصريين، فإنها أكدت في مقابلة مع قناة تلفزيونية أن «ثلاثين في المائة من شرطة مطار أُورلي عنصريون».
ويثير كتاب سهام سويد، التي انتقلت للعمل حاليا في مركز الشرطة الرئيسي في باريس، قلقا في أوساط وزارة الداخلية. ونقلت مجلة «النوفيل أُوبزرفاتور» التي نشرت مقاطع منه أن الكاتبة تتعرض للتحقيق بتهمة انتهاك أسرار مهنية، كما أنها قد تفقد وظيفتها وتطرد من سلك الشرطة.