يعكف فريق من الأثريين المصريين حاليا على انتقاء مجموعة من الآثار الغارقة، التي انتشلت من قاع البحر المتوسط على مدى عقدين من الزمان، لعرضها في معرض يجوب دولا أوروبية، بدءا من نهاية العام الحالي، ويستمر قرابة السنتين. وأبلغ الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، «الشرق الأوسط»، بأن الهدف من هذا المعرض الترويج لاختيار الإسكندرية لاستضافة أولمبياد 2017.
وينتظر أن يصل عدد القطع الأثرية التي ستجوب الدول الأوروبية إلى مائتي قطعة كانت قد انتشلتها بعثة آثار فرنسية، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار في مصر. وأوضح حواس، الذي يترأس اللجنة المعنية بوضع خطة التحرك للدعاية لترشيح الإسكندرية، أن المعرض سيجوب 12 دولة أوروبية، يبدأها بمدينة نابولي الإيطالية، ويتوقع أن يحظى بإقبال الملايين من الزائرين الأوروبيين المعجبين بالآثار المصرية، خاصة أنه ترتبط بقصص انتشالها من البحر تجارب فريدة من نوعها بعد سنوات من البحث والتنقيب. ويضاف المعرض المنتظر إلى آخر سبق لمصر تنظيمه في عدة دول آسيوية وأوروبية، وعاد منها منتصف العام الماضي، وكانت اليابان هي محطته الأخيرة، وضم 490 قطعة أثرية.
وقد استمر تجوال الآثار الغارقة خمس سنوات، طافت خلالها دولا أوروبية، هي ألمانيا، حيث عرضت هناك في جولتين بمتحفين في بون، وجولة ثالثة في متحف برلين، ثم فرنسا (العاصمة باريس)، ثم إسبانيا، ومنها إلى إيطاليا (مدينة تورينو)، وكانت آخر محطاتها في آسيا، حيث عرضت في اليابان، وأمضت هناك ثلاثة أشهر.
ومن المقرر أن تشكل الآثار المصرية الغارقة محورا لمتحف الآثار الغارقة، الذي سيقام بقاع البحر المتوسط بالإسكندرية، ليصبح الأول من نوعه في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط، وينتظر افتتاحه بعد ثلاث سنوات. وسيضم المتحف جميع الآثار التي أمكن انتشالها من مدن الآثار الغارقة بمنطقة أبو قير والميناء الشرقي، وترجع إلى العصرين اليوناني والروماني، وهي الآثار التي كانت تشكل محورا مهما لمدن «هيراكليوم» و«مينوتس» و«كانوب» الغارقة، وتعود إلى القرنين السابع والثامن قبل الميلاد. وقد انتشلت غالبية هذه القطع الأثرية من الحي الملكي الغارق بمدينة الإسكندرية، بقصوره ومعابده ومسارحه ومكتباته، وكان يضم الكثير من العناصر المعمارية التي ترجع لعصر الملكة كليوباترا السابعة ومارك أنتوني (مرقس أنطونيوس) ويوليوس قيصر.