البرازيل تلجأ إلى التكنولوجيا المتطورة لحماية غابات الأمازون

عبر تثبيت شرائح إلكترونية على جذوع الأشجار

التوسع في استخدام الشرائح الإلكترونية في الغابات سيسهم في القضاء على الفساد الذي يؤدي إلى قطع الأشجار بشكل غير قانوني (رويترز)
TT

اتبعت البرازيل نظاما جديدا يمكنها من حماية أشجار غابات الأمازون، وذلك عن طريق تثبيت شريحة إلكترونية على جذع كل شجرة تحمل بيانات عن مكانها وحجمها ومن قام بقطعها. وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فإن القائمين على المشروع يصرون على أن نظام الشرائح الدقيقة يمكن أن يكون خطوة كبيرة للأمام في المعركة التي تستهدف حماية غابات الأمازون.

وتسمح تلك الشرائح لمالكي الأرض الذين يتبعون الأساليب المستدامة لقطع الأشجار بالتمييز بين أخشابهم والأخشاب التي تأتي من أشجار تقطع بشكل غير قانوني، مما يدمر مساحات شاسعة من أراضي الغابات سنويا.

وتحكي كل شريحة قصة الشجرة بداية من تاريخ قطعها وحتى المصنع الذي قام بتصنيع أخشابها وبيعها، وهي معلومات مهمة للمشتري الذي يريد أن يعرف من أين أتت قطعة الخشب.

وقال بورخيس من منظمة «أكاو فيردي» أو التحرك الأخضر التي تدير المشروع: «يتحدث الناس كثيرا هذه الأيام عن الأخشاب التي يكون مصدرها الممارسات المستدامة للغابات. هذا نظام يمكن أن يبين ذلك».

وتتعرض البرازيل لضغوط دولية للحد من عمليات قطع الأشجار التي تدمر آلاف الأميال المربعة من غابات الأمازون كل عام، وتجعل البرازيل واحدة من أكبر مصادر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

والمشروع جزء من اتجاه متنام لإصدار شهادات تضمن لمن يشتري الأخشاب أنها أنتجت دون إلحاق أضرار بالغابة التي قطعت منها.

وعلى عكس الممارسات غير القانونية لقطع وحرق الأشجار، فإن عمليات قطع الأشجار بصورة انتقائية يمكن أن تدر عائدات من بيع الأخشاب دون الأضرار بالغابات. كما يقول خبراء الغابات إنها قد تزيد في بعض الحالات كمية ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها الغابة.

وتقول منظمة «أكاو فيردي» إن التوسع في استخدام الشرائح الإلكترونية في الغابات سيسهم في القضاء على الفساد الذي يؤدي إلى قطع الأشجار بشكل غير قانوني وإصدار شهادات منشأ مزيفة لإخفاء المصدر، ويساعد في حماية الغابات في البرازيل.

وتستخدم مشاريع مماثلة في بوليفيا ونيجيريا تكنولوجيا مثل أجهزة قراءة الرقم الكودي أو التعقب عن طريق الأقمار الصناعية للمساعدة في تتبع عمليات قطع الأشجار غير القانونية والحفاظ على النظام البيئي الهش.

ويقول جاري دودج، مدير العلوم والتوثيق في «فورست ستيورادشيب كونسيل»، وهي منظمة لا تهدف إلى الربح قادت حملة توثيق الأخشاب، إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعد في كشف حالات تحايل في تحديد منشأ الأشجار التي يتم قطعها. وجمعت «أكاو فيردي» بيانات عن أشجار على مساحة 247 فدانا من الغابات في مزرعة كاراندا التي تنتج الصويا والذرة، مع الإبقاء في الوقت نفسه على النباتات الطبيعية على ثلث الأرض طبقا للقانون.

ويثبت مهندسو الغابات شرائح تشبه بطاقات هوية الموظفين على جذع كل شجرة.

ويوفر هذا النظام لأصحاب الأرض وقتا طويلا يهدر في ملء استمارات ورقية، ويقلص الحاجة إلى عمليات تفتيش من جانب السلطات البيئية التي اتسمت علاقاتها بقطاع الزراعة في المنطقة بالتوتر لسنوات طويلة.