ابنة فرنسوا ميتران تتحدث بمناسبة مرور 15 سنة على رحيله

مازارين: ثقافة أبي منحت سياسته رؤية إنسانية.. وشاتموه جمعوا ثروات بفضله

مازارين بنجو مع زوجها المغربي
TT

«كانت لأبي رؤية إنسانية للسياسة، تتغذى من ثقافته التي كان يخصص لها الوقت، باستمرار. وقد منحه ذلك نظرة استشرافية للأمور. لكن ذلك كان زمنا آخر، وسياسيّو اليوم يفتقدون هذه الرؤية وقد غاب البعد السياسي عن الخطاب السياسي». هذا بعض ما قالته مازارين بنجو، ابنة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، بمناسبة مرور 15 سنة على رحيل والدها.

الابنة التي ولدت من علاقة موازية للرئيس الأسبق، خارج إطار أسرته الشرعية، أضافت أنها ليست مؤهلة تماما للحديث في السياسة وكونها ابنة ميتران لا يمنحها شرعية سياسية، لكنها أكدت أنها ستمنح صوتها لليسار في الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجري العام المقبل. كما أبدت امتعاضها من الذين نشروا كتبا للنيل منه، بعد وفاته، وقالت إن هذا النوع من الكتب يلقى الرواج وقد جاء بالثروة لكثيرين.

ابنة الرئيس الأسبق درست الفلسفة ونالت الإجازة فيها. ثم ارتبطت بالمنتج المغربي محمد ولد محند وأنجبت منه ولدا وابنتين. وعن علاقتها مع أبيها، قالت إنهما لم يخوضا في جدالات فلسفية كبيرة ولم يذهبا إلى مواعيد ثقافية، لكنهما كانا مثل أي أب وابنة، يتحدثان عن شؤون الحياة والأمور البسيطة. وأضافت أن والدها - الذي أنجبها على كبر - لم يقل لها «كلا» أبدا، وكان يرتاح لخياراتها وشجعها على ميلها الرياضي عندما كانت صغيرة وتمارس الفروسية. وكشفت في المقابلة أن ولادة أطفالها عززت علاقتها بأبيها، وكأن تاريخه يمتد من خلالهم. وأضافت أنها تحدثهم عنه باستمرار. هذا، وتعمل مازارين بنجو، حاليا، في التأليف، كما تشارك في برامج تلفزيونية ثقافية. لكن النقاد كانوا قساة في التعامل مع كتبها، ونشرت الصحف أن كونها الابنة السرية لرئيس من طراز خاص ساهم في رواج ما تكتب. وأبرز كتب مازارين سيرة روائية بعنوان «فم مغلق»، روت فيها تفاصيل حياة الظل التي عاشتها طوال عشرين سنة، مع مرافقين وسائقين ومساعدين لأب تلتقيه في منازل ريفية، بعيدا عن الأعين، خلال عطلات نهاية الأسبوع. وقد ظل وجود ابنة غير شرعية للرئيس سرا من أسرار الجمهورية لحين ظهورها إلى العلن عام 1994، بعد نشر صور لها مع ميتران على غلاف مجلة «باري ماتش» الباريسية، بعلم الرئيس وموافقته.