ثلث الفرنسيين لا يثقون في الأدوية الموجودة في الصيدليات

حسب استطلاع أجري مؤخرا

TT

جاء في استطلاع للرأي، نُشرت نتائجه أمس، أن ثلث الفرنسيين يشعرون بالريبة تجاه تناول الكثير من الأدوية التي يصفها لهم الأطباء. يأتي الاستطلاع بعد الفضيحة التي تسبب فيها استمرار العمل بعقار «ميدياتور» القاتل في فرنسا، على الرغم من التقارير التي تلقتها السلطات الصحية عنه، منذ سنوات، وكشفت عن أضراره على من يتعاطاه ومسؤوليته عن الإصابة بعجز في القلب.

وقال 15% من الذين شملهم الاستطلاع إنهم يثقون في الأدوية ثقة تامة، لكن 35% أعربوا عن شكوكهم في العقاقير التي توصف للمرضى. وكشف 21% عن ميل إلى عدم الثقة فيها، بينما أكد 14% أنهم لا يثقون في الأدوية مطلقا. وحسب الاستطلاع، فإن فئة الشباب هي الأكثر ثقة من الفئات الأخرى. وتزداد الشكوك مع التقدم في السن وتجاوز الخمسين من العمر. وقال 43% من الفئة الأخيرة إنهم يحذرون تعاطي الدواء.

بالمقابل، أكدت الغالبية الساحقة من الفرنسيين ثقتها بطبيب العائلة والصيدلي اللذين يتعاملون معهما. وبدا واضحا أن عصرا جديدا يبدأ ليضع نهاية للزمن الذي كان فيه الفرنسيون يؤمنون إيمانا قاطعا بأن الأدوية قادرة على خلاصهم من الأوجاع كلها.

ويثير التأخر الكبير في سحب عقار «ميدياتور» من الصيدليات الفرنسية جدلا واسعا في الأوساط السياسية والطبية والصناعية. وتطرقت تقارير عدة إلى العلاقة الخفية بين اللجان المكلفة بمنح التراخيص للأدوية والمصالح الكبرى لشركات صناعتها. وعلى الرغم من مرور أسابيع على اكتشاف الفضيحة فإن أنباء هذا العقار، الذي كان يوصف لعلاج السكري، وأيضا لكبح الشهية للطعام، ما زالت تتصدر عناوين الصحف. وفي حين أعلنت السلطات الصحية، في مرحلة أولى، عن وفاة 500 مريض ممن تلقوا هذا العلاج، فإن الرقم ارتفع فيما بعد إلى ألفين، مع تقديرات بأن يكون 10 آلاف شخص ممن تعاطوه قد قضوا بسبب أزمات قلبية، خلال السنوات الـ30 الماضية.