ألمانيا: آلاف المرضى يستيقظون أثناء إجراء العمليات

ظاهرة تتزايد بين مرضى القلب والأطفال

آلاف المرضى يعودون إلى وعيهم أثناء إجراء العمليات الجراحية ليشاهدوا كيف تشق المباضع طريقها في أجسادهم
TT

تبدو النتائج التي توصلت إليها باحثتان ألمانيتان حول العمليات الجراحية مثل فيلم هوليوودي مرعب.. فالدراسة تقول إن آلاف المرضى يعودون إلى وعيهم أثناء إجراء العمليات الجراحية ليشاهدوا كيف تشق المباضع طريقها في أجسادهم.

هذا يحدث مرة أو مرتين في كل 1000 عملية، وهو ما يعني أن عدد الذين يستيقظون من التخدير أثناء العمليات يتراوح بين 8 - 16 ألفا، بحكم العدد نفسه من العمليات الجراحية التي تجري سنويا في ألمانيا. وطبيعي يوجد بين الضحايا آلاف الأطفال أيضا، بحكم الحقيقة العلمية التي تقول إن أجساد الأطفال أسرع تأثرا بالتخدير وأسرع تحررا منه في ذات الوقت.

المطمئن في الموضوع هو أن الذين يعودون إلى وعيهم بعد انتهاء تأثير المخدر يعون ما هم فيه، يشاهدون ما يجري، إلا أن تأثير التخدير على أجسادهم باق، فلا يحسون بالألم. الخوف يأتي من التأثيرات النفسية العميقة التي تشبه صدمة الرعب. وتزداد حالة الخوف عند المريض بفعل سماع أصوات الأطباء والممرضات و«خرخشة» الأجهزة ومنظر الدم.

الباحثتان بيترا بيشوف، من عيادة جامعة بوخوم، وزميلتها انجريد روندشاجن، من شاريتيه برلين، توصلتا إلى أن أكثر الناس عرضة للاستيقاظ المبكر من التخدير هم متعاطو الأدوية القاتلة للألم، ومتعاطو الأقراص المنومة، والمدمنون للكحول. وطبيعي تتكرر الحالة أيضا بين مرضى القلب، والذين يخضعون للعمليات الجراحية لأسباب لا تتعلق بالقلب، لأن الطبيب مضطر إلى تخفيف التخدير تجنبا لمضاعفاته على القلب. تتكرر الحالة أيضا أثناء عمليات الطوارئ، وخصوصا أثناء المساء، وفي العمليات القيصرية الاضطرارية.

البروفسور جيرهارد شنايدر، رئيس قسم التخدير بعيادة «هيليوز» في فوبرتال (غرب)، قال إن التأثير النفسي للاستيقاظ من التخدير على الناس كبير، وإنه رصد حالات صدمة أدت إلى موت بعض المرضى «رعبا». ويدرس شنايدر تأثيرات العودة إلى الوعي أثناء إجراء العمليات الجراحية منذ 20 سنة، ويرى أن الاستيقاظ من التخدير يتعلق أحيانا بعمليات دماغية لم يسبر العلم غورها بعد.