أسبيران.. أول كلب قادر على تشخيص سرطان البروستاتا في فرنسا

من خلال عملية شم عادية لعينات من الإدرار

TT

في تجربة طبية هي الأولى من نوعها في فرنسا، تم تدريب كلب على تمييز الإصابة بالمرض الخبيث لدى البشر من خلال شم بول المريض. ويدعى الكلب الذي جرى تدريبه في إطار وحدة عسكرية أسبيران، هو من النوع البوليسي، ونجح في تحديد الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال. ويتمتع بعض أنواع الكلاب بحاسة شم تفوق في قوتها 200 ألف مرة حاسة الشم لدى الإنسان.

وحسب القائمين على التجربة التي بدأت قبل أربع سنوات ونشرت نتائجها، أمس، فإن كلبا من فصيلة «البيرجيه البلجيكي» يبلغ من العمر 6 سنوات، تمكن أن يحدد، من دون تردد، عينة البول لمريض مصاب بالسرطان من بين عدة عينات لأشخاص أصحاء. وساهم في التجربة مساهمة فعالة، البروفسور كوسنو، طبيب المجاري البولية في مستشفى «تونون» في باريس، الذي كان سباقا إلى التفكير في أن سرطان البروستاتا له رائحة معينة، وبالتالي يمكن تحديدها بالاستفادة من قوة الشم لدى الكلاب. وطلب البروفسور من المسؤولين في وزارة الدفاع مساعدته في هذه التجربة، نظرا لما يمتلكه الجيش من وحدات لتدريب الكلاب على مهمات خاصة.

تم التدريب في القاعدة العسكرية في أورليان، إلى الجنوب من العاصمة، وجرى اختيار أسبيران لأنه يمتلك حاسة شم استثنائية. وكان على الكلب، في البداية، أن يحدد، من بين عدة أدراج نصف مفتوحة، الدرج الذي يحوي دميته الخاصة وكرة للمضرب وعينة من بول المريض. ثم شيئا فشيئا جرى استبعاد الدمية والكرة لتعويد الكلب على التوقف أمام الدرج الذي يحوي عينة بول المصاب بالسرطان، من بين الأدراج الأخرى التي وضعت فيها عينات لأشخاص لا يشكون من المرض. ونجح أسبيران في التعرف على العينة المصابة في كل المرات ومن دون تردد أو إخفاق. وتتيح هذه النتيجة إمكانية تشخيص المرض، بشكل مبكر، من خلال عرض عينة بسيطة من البول على الكلاب المدربة.

ولا تتوقف التجربة عند هذا الهدف، بل يسعى الطبيب المشرف عليها إلى تطوير أنف صناعي ذي نظام للشم يوازي في قوته ما لدى الكلاب. ويتوقع البروفسور كوسنو التوصل إلى تصنيع الأنف المطلوب خلال سنتين من الآن. ويشكل التوصل إلى وسائل تشخيص بسيطة، مثل الأنف الصناعي، نوعا من الثورة في مجال الصحة العامة. فحسب أرقام وزارة الصحة يجري تشخيص 40 ألف إصابة بسرطان البروستاتا في فرنسا، سنويا. لكن تحديد المرض، حاليا، يتطلب عدة فحوص وتحاليل للدم، وبعضها لا يقدم نتائج مضمونة تماما.

وإلى جانب الكلب أسبيران تواصل وحدة التدريب في الجيش الفرنسي عملها مع كلاب أخرى في مجال تشخيص نوع ثان من المرض الخبيث هو سرطان الرئة، وذلك من خلال رائحة زفير المريض.