«السوشي» يغزو فرنسا.. ويمهد لثورة في الذوق الغذائي

الصينيون يقدمون الأطباق اليابانية مستغلين موضة السمك النيئ المفيد للصحة

TT

من كان يصدق أن تنافس لقيمات السمك النيئ شطائر «الهامبورغر» في باريس؟ فبعد أن كانت مطاعم الوجبات السريعة، على الطريقة الأميركية، ومثلها المطاعم الصينية، تنتشر في العاصمة والمدن الفرنسية، وتتفوق على مطاعم «الكسكسي» (الكوسكوس) المغربية و«البيتزا» الإيطالية، اقتحم الميدان وافد جديد هو مطاعم السوشي اليابانية التي كانت تعد على الأصابع، قبل خمس سنوات، وباتت اليوم بالمئات ولا يخلو منها حي أو جادة سياحية.

وقد جاء في دراسة لمكتب متخصص في مراقبة اتجاهات الذوق الغذائي في فرنسا، نشرت أمس، أن «السوشي» بمطاعمه التي بلغ عددها 1580 مطعما يحقق أرقام مبيعات تصل إلى 864 مليون يورو في السنة، وهو في طريقه للحاق بـ«الهامبورغر» الذي يقدمه 1750 مطعما في فرنسا، تحقق من ورائه 4.5 مليار يورو. ويمكن تفسير الفرق بين العائدات بأن مطاعم الوجبات السريعة تقدم خدمة «على الواقف» بينما ما زالت المطاعم اليابانية من النوع التقليدي وذات أسعار مرتفعة نسبيا، رغم تزايد خدماتها في توصيل الوجبات إلى البيوت.

وإزاء هذه «الثورة» في الذوق الغذائي الفرنسي، قد يتساءل المرء: من أين جاء كل هؤلاء اليابانيين واليابانيات للعمل في مطاعم «السوشي» بهذه الكثافة؟ لكن المطلع على خفايا عالم تجارة المأكولات يدرك أن معظم أصحاب المطاعم التي تقدم الوجبات اليابانية هم من الصينيين، مثلما أن معظم أصحاب مطاعم «البيتزا» في فرنسا هم من التونسيين والمصريين.

وأسهم الهوس بالرشاقة في انتشار موضة «السوشي» في المدن الفرنسية. واعتاد الفرنسيون أن يقرأوا في وسائل الإعلام ويسمعوا من خبراء التغذية نصائح حول فوائد السمك للصحة وأفضليته على اللحوم الحمراء أو المقددة في الحفاظ على مستويات طبيعية للضغط الشرياني والدهون في الدم.

وفعلا، انتشرت، خلال السنتين الأخيرتين سلاسل المطاعم الشبابية المتخصصة في تقديم «السوشي» بأسعار لا تتعدى الوجبات التقليدية السريعة. ومقابل «ماكدونالد» و«كنتاكي فرايد تشيكن»، ظهر «سوشي شوب» و«بلانيت سوشي» و«سوشي ويست»، وبلغ عددها 132 مطعما. وتؤكد الدراسة أن هذا ليس سوى أول الغيث في فرنسا، وهناك مئات المشاريع الجديدة في الطريق. لكن هذا الرقم يبقى متواضعا بالقياس مع 1200 مطعم لـ«ماكدونالد».