الحكم بتعويض سجين ألماني بسبب ضيق زنزانته

بعد مقاضاة طويلة

TT

نجح سجين ألماني، في سجن كنغلبوتز بمدينة كولون الألمانية، في الحصول على تعويضات مالية عن معاناته لمدة 151 في زنزانة ضيقة لا تليق بالإنسان. ورغم اعتراف المحكمة الاتحادية بحق لص البنوك السابق يوهانيس ك. (27 سنة) فإنها أرجأت تحديد مبلغ التعويضات إلى جلسة أخرى.

كان يوهانيس قد رفع دعوى قضائية ضد سجن كنغلبوتز مطالبا بتعويضات مالية «لما لحق به من أضرار جسدية ونفسية»، إلا أن محكمة كولون لم تقتنع بمبرراته. وعلى الأثر طعن بالقرار مجددا ورفع القضية إلى محكمة ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، حيث مدينة كولون، ثم حين رفضت هذه المحكمة بدورها شكواه، لم يجد مناصا من رفع القضية إلى المحكمة الاتحادية التي هي أعلى محاكم ألمانيا.

يوهانيس ك. قال في دعواه إنه اضطر طوال 151 يوما إلى مشاطرة سجين آخر الحياة في زنزانة مساحتها 8 أمتار مربعة فقط. وكان يمضي 23 ساعة كل يوم داخل الزنزانة مع سجين آخر لا يتوقف عن التدخين، الأمر الذي أصابه بالتهاب القصبات. ثم إن المرحاض كان مشتركا ولا يفصله أي ساتر عن العين، وبناء عليه ادعى أنه فقد كامل حياته الشخصية كإنسان في تلك الزنزانة الضيقة.

في حكمه، لم يقتنع قاضي المحكمة بمبررات إدارة السجن التي ذكرت أن «السجن ليس غرفة فندق بـ5 نجوم» وأن على السجين تحملها. ورأى القاضي أن إدارة كنغلبوتز لم تلتزم بتعليمات السجون التي تحدد حق السجين بالعيش داخل حيز 6 - 7 أمتار مربعة. وقال القاضي إن القانون يقضي بإطلاق سراح السجين إذا لم تتوفر له زنزانة تتمتع بالأوصاف القانونية والإنسانية.

في المقابل، ميشائيل تيفالت، مدير سجن كنغلبوتز، برر الوضع بأن التحول من نظام السكن الثنائي في السجن إلى الفردي، أو توسيع غرف السجن، يعني العجز عن استيعاب كل السجناء. وأضاف أن الزنزانة الانفرادية إجراء تتخذه الإدارة بحق السجناء الخطرين أو المهددين بالانتحار. لكن المحكمة لم تقتنع بمبررات تيفالت وحكمت لصالح اللص «الرقيق».

وكان يوهانيس ك. كان قد طالب بتعويضات تبلغ 50 يورو عن كل يوم أمضاه في الزنزانة الضيقة، أي أكثر من 5000 يورو، وهذا مبلغ لا بأس به، مع أنه لا يرقي طبعا إلى غنيمة سطو على بنك.