ثانوية فرنسية تطلب من طالبات مسلمات التخلي عن التنورات الطويلة

القضية تعيد إلى الأذهان التوتر الذي رافق منع الحجاب قبل 7 سنوات

يثور الجدل في فرنسا حاليا حول الثياب الطويلة للطالبات المسلمات (أ.ب)
TT

كشفت 4 طالبات مسلمات يدرسن في مدرسة ثانوية تقع شمال العاصمة الفرنسية، باريس، أن الإدارة هددتهن بالطرد لأنهن يرتدين تنورات طويلة تغطي كامل الساقين. وتأتي القضية لتثير القلق، مجددا، في أوساط مسلمي فرنسا، بعدما كان قد صدر قرار قبل 7 سنوات بحظر ارتداء الحجاب والعلامات الدينية التمييزية في المدارس الحكومية.

في تصريحات لصحيفة «لو باريزيان»، أمس، قالت حليمة، إحدى الطالبات الـ4 الدارسات في ثانوية تقع في ضاحية سان دوني الباريسية، إن مساعدة المدير استدعتهن لتخبرهن بأن الثياب الطويلة هي نوع من أردية التمايز الديني، وعليه؛ يجب التخلي عنها إذا أردن البقاء في المدرسة. مع العلم أنه في الوقت الراهن، تغطي الطالبات رؤوسهن بحجاب وهن في الطريق إلى المدرسة، لكنهن يخلعنه عند بوابة الدخول. وحسب حليمة، فإن الثياب الطويلة «ليست أردية دينية بل هي زي تقليدي». وأضافت أنها ترتدي التنورة الطويلة، أحيانا، وفي أحيان أخرى ترتدي السروال (البنطلون).

حتى الآن، لم تصدر أي حركة احتجاج في الأوساط الإسلامية كرد فعل على موقف المدرسة. لكن جمعيتين إسلاميتين قدمتا تأييدهما لحق الطالبات الـ4 في اختيار الزي المناسب، إحداهما مؤيدة لفلسطين وتحمل اسم «الشيخ ياسين»، والثانية تنشط ضد نشر ثقافة الخوف من الإسلام في الأوساط الفرنسية. ويرى هؤلاء أن إدارة المدرسة تمارس التعسف حين تربط بين طول الثياب والمعتقد.

من جهتها، لا تبدي الهيئة التدريسية في الثانوية ارتياحا من نقل القضية إلى وسائل الإعلام، كما تخشى من أن تمارس جهات من خارج المدرسة التأثير على فتيات صغيرات السن. وأوضح أحد المدرسين أن «الإدارة لفتت نظر الطالبات إلى نقطة نظامية، لكنهن فسرنها على أنها تهديد بالطرد وهو أمر غير وارد». وأضاف أنه وزملاءه شعروا بالصدمة لوصفهم بمعاداة الإسلام، مشيرا إلى أن «هذه القضية تخفي وراءها سؤالا ولا بد لوزارة التعليم من أن تحسم الجدل حول الثياب الطويلة، وهل هي أردية دينية أم لا».