«للأسف لا يوجد موقع متوفر في الدورة الأولى. سنتصل بكم في حال تم الاتفاق على تنظيم دورة ثانية».
هذا الاعتذار وصل إلى أصحاب طلبات كثيرة قدّمت للانتظام في دورة دراسية، شعارها «كيف تتغلب على خوفك من العناكب؟» في النمسا.
الدورة تدرِّب المنخرطين فيها على التغلب على الخوف من العناكب بمختلف أشكالها وأنواعها، بل وأصول ملاطفتها ومداعبتها والتقرب منها، بدل الفزع أو التقزز لمجرد رؤيتها. وهذا ما يحصل؛ ليس للأطفال والنساء فحسب، بل لكثير من الرجال أيضا. ولمن يهمه الأمر، فإن الدورة جزء مما توفره حلقات دراسية علمية، مصحوبة بورش عمل تطبيقية، دأبت حديقة حيوانات قصر شونبرون الشهير بالعاصمة النمساوية فيينا على تنظيمها في مطلع كل صيف، منذ عام 2008، دون انقطاع.
هذا الصيف، وبتاريخ 16 أبريل (نيسان) الحالي، وحتى 25 مايو (أيار) المقبل، ستواصل الحديقة حلقاتها الدراسية «العنكبوتية»، التي أضحت أكثر رواجا، عاما بعد عام، مجتذبة طلبات متزايدة من النمساويين والأجانب من دول الجوار، في مقدمتهم الألمان والسويسريون.
مدة كل حلقة 4 ساعات، بقيمة 140 يورو للحلقة التي يشارك في تقديمها عدد من الأطباء النفسيين ومتخصصون في علم الحيوان. وفي حديث إعلامي أشارت الاختصاصية، أستريد هاربست، إلى أن الخوف من العناكب ظاهرة معروفة يعاني منها اليوم أكثر من 10 في المائة من النمساويين بمستوى «الرعاب» (أو الفوبيا) تعرف بـ«الأراكونوفوبيا» Arachonphopia، مضيفة أن العلاج متوفر في معظم الحالات، لكنه يبدأ أساسا بمعرفة خصائص العناكب وفهم طبيعتها وقبولها كمخلوقات لها أهميتها وفوائدها في دورة الحياة.