ألمانيا: «رودي» ممنوع من دخول السجن

لفترة 6 أشهر يمضيها في دار رعاية

TT

بديهي أن معظم المخلوقات تأبى الأسر، وإذا سجنت تحاول الإفلات من السجن وتتحاشى العودة إليه، لا أن تدخله طوعا، إلا أن حرس سجن مدينة بيلفيلد، بشمال غربي ألمانيا، رفضوا السماح لـ«رودي» بالدخول إلى السجن.

واقع الحال أن «رودي» لم يرتكب إثما، ولا يوجد باسمه سجل عدلي لدى شرطة الجنايات، لكن صديقته، التي حكم عليها بالسجن مؤخرا، حاولت تهريبه إلى داخل السجن كي «يسلي وحدتها»، كما تدعي. و«رودي» هذا ليس أكثر من أرنب صغير ذهبي اللون حاولت السجينة تهريبه إلى الزنزانة داخل حقيبة يدها.

مدير السجن أوفه كورنيسلون أيد موقف الحرس، قائلا إن «السجن ليس حديقة حيوانات». وأضاف المدير ساخرا أنه لم يتسلم أي تحويل من القضاء لحبس الأرنب «رودي»، كما لم ترده من «محكمة الحيوانات» أي أدلة على أن الأرنب ارتكب جريمة ما بين صفوف الأرانب.

في المقابل، السجينة كانت قد رفعت القضية إلى المحكمة المحلية في بيلفيلد بحجة أن الحيوان الصغير عاجز على «حفر» جدران السجن الإسمنتية، كما أنه ليس مادة «مخدرة» أو«سلاحا» أو «هاتفا جوالا»، وبالتالي، طالبت باصطحابه إلى السجن، لأنه «لا يستطيع العيش من دونها».

وفي نهاية المطاف، حسم القضية طبيب بيطري استدعاه حرس السجن للكشف على «رودي». إذ ذكر الطبيب في تقريره أمام المحكمة لاحقا أن الحيوان الصغير بدا خائفا وقلقا لحظة دخول السجن. وكشف الفحص الطبي عن أنه كان يحرك أنفه باستمرار وهذا دليل على عصبيته، وكانت حدقتاه متوسعتين بسبب الخوف، تاركا انطباعا عاما بأنه لا يستسيغ دخول السجن مع صاحبته. وبناء عليه، قرر قاضي المحكمة منع «رودي» من دخول السجن وحكم بنقله إلى بيت لرعاية الحيوانات في بيلفيلد، غير أنه سمح لعائلة المرأة السجينة باصطحاب الأرنب خلال مواعيد الزيارات الاعتيادية في السجن. وهكذا، سيقع على «رودي» البقاء في ضيافة دار الرعاية طوال 6 أشهر إلى أن تنتهي فترة محكومية صديقته.