«سخاء» استثنائي لمأمور ضرائب ألماني.. سببه الكسل

تقاعس عن متابعة الملفات ومزق آلاف الرسائل

TT

يعمل مانفريد ك. منذ أكثر من 30 سنة في دائرة الضرائب على الملكيات العقارية في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية. ويبدو أن هذا العمل الرتيب أصابه بالملل لأنه تقاعس عن فرض الضرائب على أكثر من 3500 مالك.

مانفريد (57 سنة) يمثل حاليا أمام قاضي محكمة العمل الإدارية في ميونيخ بتهمة التقاعس عن العمل وإلحاق الأضرار المالية بالدولة. ويدّعي المتهم أنه لم يهمل الملفات الضريبية «بهدف الإثراء أو نتيجة للتواطؤ مع أصحاب الملكيات، بل.. بسبب الكسل، ليس إلا». وقال، أيضا، في دفاعه عن نفسه أمام القاضي إن «شدة العمل في الدائرة كبيرة»، كما أن رعاية أمه المريضة تستغرق الكثير من وقت يومه.

من جهتها، ذكرت النيابة العامة أنها وجدت أكثر من 3500 ملف، تخص مالكي البيوت والأراضي الصغيرة في ألمانيا، مكدسة في شقة المتهم. كما عثرت على آلاف الرسائل المتبادلة بين دائرة الضريبة والمواطنين، كلها تعمد المتهم ألا يوصلها، في محاول للتغطية على تقاعسه الأساسي. كذلك اعترف مانفريد بأنه مزق آلاف الرسائل الأخرى كي يتجنب إعادة فتح هذه الملفات في الدائرة.

كسل مانفريد انكشف بفعل استقامة و«همة» مالك بيت استغرب سكوت دائرة الضريبة عنه طوال ثلاث سنوات، فكتب إلى دائرة الضريبة حول الموضوع. وهكذا بدأ بذلك مسلسل التحقيقات الذي قاد إلى الموظف «الكسول».

تبقى الإشارة إلى أن قاضي محكمة ميونيخ نظر بعين العطف إلى المتهم الذي قال رؤساؤه إنه لم يتلق أي عقوبة أو توبيخ طوال فترة عمله معهم. كما ثبت من التحقيق أن الموظف لم يلحق الكثير من الضرر المالي، لأن دائرة الضريبة تمكنت من حساب الضريبة المتراكمة على المواطنين الذين شملهم «سخاء» مانفريد. وهكذا حكم القاضي عليه بدفع غرامة مقدارها 3000 يورو، كما أقر مقترح الدائرة بخفض راتبه بمقدار 300 يورو شهريا عقابا له.