اختيار دمى لمبارك والقذافي لحرقها في احتفالات شم النسيم بالإسماعيلية

تقليد يعود لثلاثينات القرن الماضي

TT

اختار أبناء مدن منطقة القناة في مصر، شرقي الدلتا، دمى الرئيس المصري السابق حسني مبارك والعقيد الليبي معمر القذافي ومحافظ الإسماعيلية السابق عبد الجليل الفخراني لحرقها في احتفالاتهم بمناسبة «شم النسيم».

مما يذكر أن محافظات منطقة القناة - وهي الإسماعيلية وبورسعيد والسويس - اعتادت الاحتفال بيوم «شم النسيم»، أحد أعرق الاحتفالات المصرية التقليدية التي تعود لمصر الفرعونية، عبر حرق دمية. وكانت الدمية لزمن طويل مقتصرة على اللورد (إدموند) أللنبي المندوب السامي البريطاني إبان فترة احتلال الإنجليز لمصر. ولكن لاحقا عمد أبناء القناة إلى اختيار شخصيات أخرى لحرقها وسط احتفالات كبيرة في شوارع محافظاتهم.

تاريخيا، يرجع احتفال حرق «اللمبي» - كما اشتهر شعبيا - إلى أواخر الثلاثينات من القرن الماضي بعد استدعاء المندوب السامي البريطاني اللورد أللنبي إلى بريطانيا، وكان المصريون يعتبرونه مثالا صارخا للظلم والاستبداد. ولقد صادف يوم مغادرة أللنبي مصر يوم «شم النسيم»، فخرج أهالي مدن القناة من بيوتهم إلى الشوارع فرحين بالقرار بعد فرض حظر التجول عليهم لأيام بسبب مرور سفينة أللنبي في قناة السويس. ومن ثم صنعوا دمية كبيرة تجسّد شكل اللورد العسكري البريطاني وزيّه وأقدموا على إحراقها تعبيرا عن رفضهم للظلم والاستبداد.

وهذا العام اختارت مجموعة «ولاد البلد الإلكترونية» لشخصيات الدمية الرئيس السابق مبارك والزعيم الليبي ومحافظ الإسماعيلية السابق عبد الجليل الفخراني، وهذا على الرغم من القرارات الأمنية التي صدرت بمنع حرق الدمى بسبب دخول الغاز إلى مناطق عديدة بالمحافظة وتجنبا للحرائق.

وللعلم، تقوم صناعة الدمى على تجميع القش ونشارة الأخشاب، ومن ثم كسوتها بملابس الشخصية الحقيقية، بينما يجري صنع الرأس من القماش والأزرار. وتأتي الدعوة لإحياء ذكرى حرق أللنبي مع وضع بعض الضوابط الخاصة، منها تنظيم مسابقة خاصة، وتخصيص جائزة لأجمل «زفة لمبي» وحفل حرقه، على أن تكون المسابقة مشروطة بالاستغناء عن المواد المطاطية في الحريق. ثم إن عملية الحرق تقام في منطقة حدائق الملاحة بعيدا عن شبكات الغاز الطبيعي والتكدس العمراني.