شاب مغربي يخترع «فزاعة» إلكترونية مزودة بكاميرا

التقليدية لم تعد تنطلي على الطيور

TT

اخترع شاب مغربي «فزاعة» إلكترونية لوضعها في الحقول حتى تمنع الطيور من التهام محاصيل الحبوب، بعد أن تبين له أن الفزاعة التقليدية أو «رجل القش»، حيلة بدائية لم تعد تنطلي على الطيور الذكية، ولم تعد تخيفها بتاتا.

وقال المخترع الشاب، واسمه أحمد زوكاغ، إن فزاعته عصرية تعمل بالطاقة الشمسية ومزودة بنظام للتحكم عن بعد، يتيح للمزارعين، إلى جانب إفزاع الطيور ومنعها من الاقتراب من محاصيلهم، تفقد حالة المزرعة بفضل كاميرا متطورة مثبتة على مستوى عيني الدمية، التي لا تظل جامدة في مكانها على غرار نظيرتها المصنوعة من القش التي لم تعد لها جدوى اعتبارا لضخامة المساحات المزروعة، وتكاثر أعداد هذه الطيور و«استئناسها» بـ«رجل القش». وأوضح زوكاغ لوكالة الأنباء المغربية، أنه حرص على تزويد فزاعته بثلاثة أنظمة متكاملة تحول دون اقتراب الطيور من حقول الحبوب، وهي مولدات للصوت تصدر أصواتا مرتفعة وحادة، وأسطوانات عاكسة للضوء مثبتة على جسم الدمية، إلى جانب يدين تتحركان بكيفية سريعة ومتكررة.

وأشار زوكاغ إلى أن «فزاعته» الإلكترونية تعتمد على ثلاثة عناصر لإخافة الطيور، تتمثل في الحركة المباغتة، والصوت الحاد، والضوء المعكوس، بهدف جعل هذه الآلة أكثر قدرة على منع الطيور من الاقتراب من الحقول، مشيرا إلى أن «الفزاعة» تعمل بالطاقة الشمسية، مما يجعلها ضئيلة التكلفة وغير مضرة بالبيئة. ويبلغ طول «الفزاعة» مترين، وتسمح لصاحب المزرعة بمراقبة مزرعته بكيفية مستمرة، وذلك بواسطة نظام للتحكم عن بعد وكاميرا من الجيل الثالث مثبتة على مستوى عيني الدمية، تتيح له معاينة الحقل وتفقد وضعيته من دون تكبد عناء التنقل إليه. ويقول زوكاغ إنه بالإمكان توظيف هذا الابتكار، في استعمالات أخرى، تتمثل في تنظيم المرور بكيفية أوتوماتيكية، وتقديم الإرشادات على مستوى الفنادق، والمحلات الكبرى، مضيفا أن هذه «الفزاعة» تظل قابلة للتعديل والتطوير تماشيا مع نوعية المهام والوظائف المسخرة لها.

وأوضح زوكاغ أنه صنع النموذج الأولي لهذه «الفزاعة» انطلاقا من وسائل بسيطة. ومن ثم، فإن النموذج الصناعي في شكله النهائي القابل للاستعمال من طرف المزارعين يتطلب استثمارات مهمة ودراسات معمقة. ويأمل زوكاغ أن يحظى اختراعه الذي عرضه خلال تنظيم معرض دولي للزراعة بمدينة مكناس المغربية، باهتمام المسؤولين والمهنيين والخبراء في هذا القطاع. وبالتاي فإن اختراعه قد يمثل حلا مثاليا للمزارعين الذين يفقدون كميات مهمة من محاصيل الحبوب مثل القمح والشعير والذرة، ويضع حدا لتلك الطيور التي تهاجم حقولهم بشجاعة ومن دون خوف.