شركة مصرية تحذر موظفيها من مغبة الكلام في السياسة

عممت منشورا رسميا عليهم وهددتهم بعقوبات

أجواء التعبير عن الرأي تسود الشارع المصري (إ.ب.أ)
TT

في واقعة طريفة، بعدما أصبح الكلام في السياسة ملقى على قارعة الطريق، أقدمت شركة مصرية في العاصمة القاهرة على تحذير موظفيها من التحدث في الأمور السياسية أو الدينية إبان فترة دوامهم في العمل.. فقد عممت إدارة الموارد البشرية في الشركة التي يملكها رجل أعمال مسيحي كبير، منشورا إداريا ينبه الموظفين ويهددهم بالإحالة إلى التحقيق ومن ثم العقاب في حالة ثبوت مخالفتهم مضمون التنبيه ومواصلة الخوض في الأمور السياسية.

محمد عويري، أحد موظفي الشركة، أوضح أنه بعد «ثورة 25 يناير» في مصر «انشغل كثيرون من الموظفين بالتحدث في الأمور السياسية، وأصبحت الخلافات بين الموظفين حول توجهاتهم السياسية والمرشحين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة حدثا يوميا على مدار الساعة، مما أثار الخلافات بينهم». واعترف عويري بأن هذه المناقشات الساخنة والحادة جدا أثرت بشكل كبير على أدائهم وأهدرت وقتا ثمينا من دوام العمل، وأنه هو شخصيا - خاصة بعد الثورة - صار كثير التكلم في الأمور السياسية بعدما كان لا يطيقها.

أما بخصوص الدين، فأشار عويري إلى أن الشركة «تتميز بتعدد المعتقدات فيها، ففيها المسلمون والمسيحيون بجميع طوائفهم، وأحيانا قد تثير الحرية في المناقشات حساسيات كبيرة أغضبت البعض، خاصة في ظل صعود التيار الإسلامي، وهو ما أثار مخاوف لدى كثيرين من الليبراليين والمسيحيين المصريين». مما يذكر، أن نجاح ثورة يناير (كانون الثاني) وسقوط النظام السابق وما كان يتبعه من أجهزة أمنية مثل جهاز أمن الدولة، أدى إلى ارتفاع سقف الحرية لدى المواطنين، بجانب تمتع المواطنين بقدر أكبر من حرية التجمع وإبداء الرأي في أمور كان التطرق إليها من المحرمات سابقا. وبات أي تجمع سواء في المواصلات العامة والشوارع أو أماكن العمل لا يخلو من الخوض في السياسة، وفي حالات كثيرة يتطور الأمر إلى مشادات حامية الوطيس.