دراسة حديثة: موزارت «سرق» من مواطنه هايدن

بعد الكشف عن قصاصات بخط يد الموسيقار النمساوي

TT

في فبراير (شباط) الماضي، عندما تكشف أن كارل غوتنبرغ، وزير الدفاع الألماني الأسبق، قد نقل أجزاء من رسالته لشهادة الدكتوراه من مصادر لم يشر إليها، اضطره الإحراج والخوف من تفاقم الفضيحة لتقديم استقالته، كما تم تجريده من الشهادة، لكن ما الذي يمكن أن يلحق بأسطورة كالموسيقي النمساوي العالمي الأشهر موتزارت الذي وثقت دراسات حديثة بعد فحص وتقص أنه نسخ في سنة 1783 مقاطع في سيمفونيته رقم 37 من معاصره وابن مدينته ميخائيل هايدن؟

وكان الكشف عن مجموعة أوراق وقصاصات تم العثور عليها مؤخرا تعود لموزارت أظهرت بالفعل أنه نقل من هايدن، كما ظهر قبلها أنه أثر في يبتهوفن وأن الأخير نقل عنه بدوره لا سيما في سيمفونيته الخامسة التي بها مقاطع مماثلة بل مطابقة لمقاطع من سيمفونية موزارت رقم 40.

وهكذا، يتسنى بموجب تلك الوثائق، على الأقل، تصحيح الاعتقاد الذي ظل سائدا لدى البعض منذ القرن الـ19 أن هايدن هو الذي تأثر بالنمساوي الأشهر موزارت وأنه نقل منه وليس العكس.

على كل، فإن هذا النقل وذاك النسخ الذي أصبح حقيقة مثبتة لم يقلل من أهمية مؤلفات وعبقرية الأسطورة النمساوي الذي توفي وله من العمر 35 عاما كما لم يقلل من روعة أعمال رصفائه، بل دفع بـ«مؤسسة موزارت» للدخول في مزاد دفعت فيه 120 ألف يورو ثمنا لتلك القصاصات من أجل إضافتها وعرضها كوثائق في المكتبة الخاصة بموزارت التي تعنى بكل أعماله وموروثاته حيثما ظهرت، لا سيما وأن كثيرا من أعماله لا يزال مجهولا بسبب كثرة تنقلاته ونمط الحياة السائب والفوضوي الذي عاشه.

من جانبها، بالطبع رحبت مدينة سالزبورغ مسقط رأس موزارت بما استجد وظهر من ضجيج وكل زخم يستجد حول ابنها الذي هو بمثابة «بقرة حلوب» تدر على المدينة ملايين السياح سنويا يعتبرونه مصدرا أساسيا من مصادر رزقها.