في منطقة لا تدخلها عادة أسماك القرش، سواء بمجرى قناة السويس أو عند فتحتيها على البحر المتوسط شمالا والبحر الأحمر جنوبا، تمكنت سمكة قرش من دخول القناة عالقة بمحرك إحدى السفن، مما أثار اهتمام العاملين في الهيئة والجهات البحثية المعنية بالبيئة، وخاصة أن السمكة كانت كبيرة الحجم وبلغ وزنها قرابة الـ700 كلغ. ويذكر أن أسماك قرش كانت قد أربكت حركة السياحة في منطقة البحر الأحمر بعدما هاجمت سياحا خلال العامين الماضيين.
المهندسة سعاد العيادي المسؤولة في هيئة الثروة السمكية بالإسماعيلية قالت إن صيادين في القطاع الجنوبي للقناة عثروا على السمكة الضخمة، ووجدوا أنها مصابة بجروح بالغة في الرأس و«في حالة ضياع كامل». وتابعت أن «السمكة دخلت إلى قناة السويس بعدما علقت بمحركات إحدى السفن المارة بالقناة آتية من البحر الأحمر».
وأضافت العيادي أن السمكة، التي نفقت بعد ساعة من اصطيادها وتم التصريح بدفنها، من أنواع القرش النباتي غير المفترس. وأن المعاينة المبدئية لحالتها أكدت أنها من نوع لا يعيش في مياه قناة السويس أو البحيرات القريبة منها بل في البحر الأحمر، وأوضحت أن لا خطورة من هذا النوع لأنه لا يتوفر على أسنان حادة.
يذكر أنه في عام 2009 قتلت سمكة قرش سائحة فرنسية في مرسى علم على البحر الأحمر. وفي أواخر العام الماضي، لقيت سائحة ألمانية حتفها على شواطئ البحر الأحمر بعد نهش سمكة قرش إحدى ذراعيها وقضمت جزءا من إحدى فخذيها، كذلك هاجمت أسماك قرش أخرى ثلاث سائحات روسيات وسائحا أوكرانيا، وألحقت بهم إصابات خطيرة.
وبالأمس، طمأن محمد درهوس، رئيس مركز ومدينة فايد المطلة على قناة السويس وبحيرة التمساح، كل المعنيين إلى أن جميع شواطئ المدينة آمنة وخالية تماما من أسماك القرش، مؤكدا أنها المرة الأولى التي يعثر فيها على سمكة قرش قرب مياه البحيرات المرة. وأضاف أنه جرى دفن السمكة التي نفقت أمس في منطقة جبلية تحت إشراف لجنة من الطب البيطري وهيئة الثروة السمكية.