أحدث ما خرج به العلم على البشرية اختبار لتحليل الدم يمكنه التنبؤ بـ«عمر الإنسان البيولوجي» التقديري، وليس بالطبع شيخوخته بالسنين. ويتعرف الاختبار على هرم خلايا الجسم الحية بعد رصد طول «ذؤابة» في الكروموسومات تسمى «تيلومير» تصغر مع الزمن إلى حد كبير، مؤدية إلى هلاك الخلايا الحية.
باحثون في مركز أبحاث السرطان الوطني الإسباني في العاصمة مدريد، بقيادة الدكتورة ماريا بلاسكو، ذكروا أن الاختبار السريع والبسيط سيتيح للناس «معرفة أعمارهم» بعد التعرف على طول الـ«تيلومير» في الكروموسومات لأي شخص، وسيوفر نطاقا حيويا من المعلومات حول أمراض مثل ألزهايمر وأمراض القلب والسرطان. وسيسوق طاقم الاختبار بمبلغ 700 دولار.
لكن هذا الإعلان جوبه بالاستهجان من عدد من الهيئات العلمية بسبب «لا أخلاقيته»؛ لأنه سيضع غالبية الناس، الذين يودون مواصلة حياتهم من دون تدخل، موضع إحراج للضغط عليهم لمعرفة «أعمارهم البيولوجية»، إضافة إلى إمكانية تعرضهم للمضايقة من قبل شركات التوظيف أو شركات التأمين عند شكوكها بأن أعمارهم قصيرة.
وتعني كلمة «تيلومير» (Telomere) باليونانية «قطعة النهاية» أو «القطعة الطرفية» وتوجد عند طرفي كل كروموسوم بشري لحمايته من التلف. ويعبر الـ«تيلومير» عن «ساعة الشيخوخة»؛ إذ تتآكل هذه القطعة الطرفية من الكروموسوم مع توالي عمليات الانقسام الخلوي، مما يؤدي إلى تناقص طولها إلى حد يؤدي إلى دخول الخلية طور الشيخوخة والانهيار.
وقد نجح العلماء في السنوات الأخيرة في تحديد التركيب التسلسلي للتيلوميرات لدى الإنسان وكثير من الحيوانات والنباتات والميكروبات.
ويقول الباحثون الإسبان: إن اختبار الـ«تيلومير» سيكون متاحا على نطاق واسع في غضون 10 سنوات. وذكرت الدكتورة بلاسكو أن العلماء يعرفون أن الأشخاص الذين يولدون ولديهم الـ«تيلومير» الذي يعيش لفترة أقصر، يعيشون أعمارا أقل من أقرانهم، إلا أنه لا يعرف حتى الآن ما إذا كان الـ«تيلومير» الأول يقود إلى أعمار أطول.
وتتفاوض شركة «لايف لينغث»، التي ترأسها الدكتورة بلاسكو، مع مؤسسات تشخيص الأمراض الطبية لتسويق الاختبار وجمع عينات الدم بهدف تحليلها في إسبانيا. ومع أن هذه الشركة ليست الوحيدة في مجال رصد الـ«تيلومير»، فهي الأولى التي ستسوق الاختبار من دون وصفة طبية.