ألمانيا: «البطاقة الزرقاء» في وجه «نوادي التدخين»

بعد تراجع الالتزام بقرار الحظر على امتداد البلاد

TT

واصل واين وانغ في فيلمه الثاني عن التدخين «بلو إن ذي فيس» (أزرق في الوجه - 1995) ما بدأه في فيلمه الأول «سموك» (دخان) عن التدخين وحياة المدخنين في حي بروكلين النيويوركي الشهير. وكان «سموك» قد فاز بجائزة «مهرجان برلين» الخاصة عام 1996.

اليوم، يبدو أن ألمانيا نفسها تحاول تقليد فيلم وانغ في محاولتها الجارية لمكافحة ظاهرة التدخين في المقاهي والمطاعم؛ إذ تخطط ولاية الراين الشمالي ووستفاليا لرفع «البطاقة الزرقاء» في وجه أصحاب المحلات التي تخرق قرار حظر التدخين في المطاعم والمقاهي والبارات، الذي اتخذ سابقا. فقد ذكر نوربرت كليب، رئيس دائرة الرقابة على النظام في الولاية، أن الحكومة المحلية في كبرى الولايات الألمانية من حيث عدد السكان ستوزع «بطاقات زرقاء» على أصحاب المطاعم والمقاهي تلزمهم بها بمنع المدخنين من خرق حظر التدخين في محلاتهم. وسيكون التوقيع على البطاقة اختياريا، لكن من يمتنع عن التوقيع سيعرض نفسه لرقابة دقيقة حول دقة التزامه بقرار حظر التدخين.

حكومة الولاية ستمنح أصحاب المقاهي أسبوعين للتفكير في توقيع «البطاقة الزرقاء»، وبعدها ستتراوح عقوبة صاحب المقهى الذي لا يمنع التدخين في مقهاه بين 2000 و5000 يورو، وسترتفع أكثر عند حدوث خرق إضافي.

يأتي قرار رمي «الأزرق في وجه» أصحاب «نوادي التدخين» بعد صدور أكثر من تقرير يثبت أن قرار حظر التدخين ينتهك على قدم وساق في المقاهي والمطاعم. وقدر مركز الأبحاث السرطانية ببرلين أن التدخين عاد سرا إلى 80% من مقاهي ألمانيا ومقاصفها، وإلى 90% من ملاهي اللعب على الأجهزة الأوتوماتيكية.

المقلق في الأمر هو أن 76.1% من سكان ألمانيا كانوا أيدوا قرار حظر التدخين، وما زالوا يؤيدونه، غير أنهم لا يحتجون على الأفراد الذي يخرقون الحظر، كما يسكت أصحاب المحلات عن الظاهرة لأسباب قد تكون اقتصادية. وهذا يعني أن الغرض من الحظر، ألا وهو حماية غير المدخنين من أضرار التدخين السلبي، قد فشل.

غيرد نيكوفن، من معهد الأبحاث السرطانية، دعا، من جهته، إلى توحيد القرارات الخاصة بحظر التدخين في الولايات الألمانية. وشدد على ضرورة فرض المقاهي والمقاصف المجازة حظر التدخين على زوارها، ومنع الأطفال والمراهقين من الدخول، والامتناع عن تقديم وجبات الطعام إلى الزوار المدخنين.