ألمانيا: عصابة من روسيا البيضاء سطت على 88 مصرفا

مع نشاط المافيا الأوروبية

TT

يبدو أنه صار على أوروبا عموما، وعلى ألمانيا خصوصا، أن تتحول إلى مراكز عمل مختلف المافيات بحكم الرفاه الاجتماعي النسبي الذي تعيشه. انتقلت أولا المافيا التركية في الستينات مع توافد العمال الأتراك، تبعتها المافيا اليابانية (الياكوزا) في السبعينات، ثم المافيا الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وأخيرا المافيا الصينية منذ الإعلان عن إعادة هونغ كونغ إلى الصين عام 1997.

أحد مظاهر هذا النشاط، وانعكاسا له، هو انشغال المحاكم الألمانية منذ سنوات بمحاكمة منفذي الجرائم من أعضاء هذه العصابات المنظمة. إذ أعلنت شرطة الجنايات الاتحادية عن اعتقال أفراد عصابة من روسيا البيضاء (بيلاروسيا)، يتخذون من العاصمة مينسك مركزا لهم، وينفذون أعمال السطو في ألمانيا ضد البنوك.

وذكرت شرطة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا أنها اعتقلت 46 شخصا يعتقد أنهم أعضاء ومتعاونون مع عصابة من بيلاروسيا مسؤولة عن 88 عملية سطو على مصارف في ألمانيا. وتمتد رقعة عمليات العصابة على مساحة واسعة من شمال وغرب ألمانيا تبدأ بفيرل ودسلدورف ومونشنغلادباخ ودويسبورغ (ولاية الراين الشمالية)، وهيلدسهايم (ولاين سكسونيا السفلى) وهامبورغ (ولاية هامبورغ) ودريسدن (ولاية سكسونيا).

وحسب تصريح متحدث باسم النيابة العامة في مونستر فإن العصابة حصدت مبلغ 900 ألف يورو في هذه العمليات. وامتدت عملياتها بين مايو (أيار) 2009 ومارس (آذار) 2011، والتحقيقات جارية حول عدد آخر من العمليات قد تكون من تدبيرهم أيضا. الثابت أيضا أن معظمهم وصلوا بتأشيرات دخول مزيفة أو أنهم يقيمون لا شرعيا في ألمانيا. وتتراوح أعمار أعضاء العصابة بين 24 و35 سنة وكلهم من الذكور.

وبفضل التعاون بين الشرطة الألمانية وشرطة روسيا البيضاء فقد تم التعرف على أصحاب السوابق منهم، كما تم ضبط جزء من المبلغ المسروق أثناء حملة مداهمة بيوت نفذتها الشرطة في العاصمة البيلاروسية.

على صعيد ذي صلة أعلنت الشرطة في ألمانيا والنمسا وسويسرا عن تدريبات على طرق مواجهة الكوارث، بينها سرقة البنوك واتخاذ الرهائن، تشارك فيها وحدات خاصة والصليب الأحمر وقطاعات من الجيش.