بدلة عمل برونزية لتخليد ذكرى الفنان الفرنسي كولوش

المهرج الذي رشح نفسه للرئاسة وترك وراءه مطاعم مجانية لمئات الآلاف من الجياع

TT

أحيت بلدة مونروج، قرب العاصمة الفرنسية باريس، مناسبة مرور 25 سنة على رحيل الكوميدي الفرنسي كولوش، وذلك بإزاحة الستار عن منحوتة من البرونز على هيئة بدلة عمل مشابهة لتلك التي اشتهر الفنان بارتدائها. وحضرت الحفل فيرونيك أرملة كولوش وابناها رومان وماريوس.

وميشال كولوشي، الشهير بـ«كولوش»، كان يحتل مكانة خاصة في قلوب الفرنسيين، مع أنه لم يكن أكثر من مهرج يرتدي السروال ذا العلاقتين على المسرح، ويضع على وجهه أنفا من البلاستيك الأحمر، ويظهر في برامج التلفزيون لكي يسخر من التقاليد البورجوازية ومن ألاعيب السياسيين. بل بلغت السخرية بكولوش حد ترشيح نفسه، رسميا، لرئاسة الجمهورية. غير أن احترام الناس له يعود لإطلاقه، قبل 20 سنة ونيف، مبادرة «مطاعم القلب»، وهي نوع من العمل الإنساني القائم على جمع التبرعات من الفنانين بهدف إعداد وجبات ساخنة للفقراء والمشردين، خصوصا في موسم الشتاء. وسرعان ما تحولت هذه المطاعم المرتجلة التي تتخذ من الساحات العامة والأرصفة أماكن لها، إلى مؤسسة ضخمة تقدم ملايين الوجبات كل موسم، وصمدت بعد رحيل مؤسسها في حادث دراجة نارية.

أنجز بدلة العمل البرونزية، بالحجم الطبيعي، النحات غييوم فيرل. وأوضح فيرل أنه لم يحاول تصوير وجه الفنان ولا جسده لكي يترك مجالا للمخيلة والذكريات. وقد وضع التمثال في مدخل الحي الذي أمضى فيه كولوش طفولته في مونروج. أما جان لوميتون، عمدة البلدة، فقال «إن الأهالي يعتبرونه واحدا منهم رغم انتقاله إلى باريس، في ما بعد. فهو قد نشأ بينهم، ودفن في مقبرتهم، ومعهم تشكلت ملامح شخصيته الفريدة التي جعلت منه رمزا للصدق وللكرم».

من جهة أخرى، لم يمر التكريم من دون اعتراض. إذ احتج فنان من أصحاب كولوش على عمل تمثال له، قائلا في حديث إذاعي إن التماثيل تقام للوجهاء، وهو أمر لم يكن ليرضي الكوميدي الراحل الذي كان مسرورا بحمل لقب مهرج.

بقي أن نشير إلى أن هذا ليس أول تكريم من نوعه، فقد أطلقت بلدية باريس اسم كولوش على واحدة من ساحاتها الواقعة في الدائرة الرابعة عشرة من العاصمة، كما حملت مدرسة ثانوية اسمه، أيضا.