غدا تدشين ساحة تحمل اسم محمد البوعزيزي في باريس

بحضور والدة رمز الثورة في تونس

TT

يزيح برتران ديلانويه، عمدة العاصمة الفرنسية باريس، في احتفال يبدأ في الـ11 من صباح الغد، الستار عن ساحة تحمل اسم محمد البوعزيزي، في الدائرة الـ14 من المدينة. وتأتي هذه الخطوة اعترافا من فرنسا بثورة الشعب التونسي من أجل الديمقراطية. ومن المقرر أن تحضر المناسبة السيدة منوبية مصباح، والدة البوعزيزي، وكذلك شقيقته.

مجلس بلدية باريس كان قد اختار فسحة تقع عند تقاطع للطرق في الطرف الشمالي من «بارك مونسوري»، جنوب العاصمة الفرنسية، نظرا لقرب الموقع من البيت التونسي في المدينة الجامعية الدولية، ولأن الحدائق تضم «قصر باردو»، وهو بناء شيده المهندس ألفريد شابون ليكون نسخة مصغرة من المقر الصيفي لباي تونس، الذي كان حاكما عليها في تلك الفترة، وليمثلها في المعرض الكوني الذي استضافته فرنسا عام 1867.

يتضمن برنامج الحفل كلمات لعمدة باريس، الذي هو من مواليد تونس أيضا، ولمختار طريفي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، كما تقدم فيه الصحافية والمغنية التونسية عبير النصراوي نشيد «حرية» الذي استلهمت كلماته من ثورة شعبها. ونظرا للحضور الكبير للجالية التونسية في فرنسا، من المتوقع أن تتحول إزاحة الستار عن ساحة البوعزيزي إلى مهرجان لتحية الثورات العربية الجديدة كلها. هذا، ولم يحدث في تاريخ العاصمة الفرنسية أن جرى إطلاق اسم شخصية محلية أو أجنبية من الراحلين، بهذه السرعة، على شارع أو ساحة فيها. ذلك أن الإجراءات التقليدية، عادة، عدة سنوات قبل التوصل إلى قرار نهائي. لكن عمدة باريس الاشتراكي حرص في بادرة عاجلة وشجاعة على تكريم ذكرى محمد البوعزيزي (1984 - 2011)، الشاب الجامعي التونسي الذي أحرق نفسه، في الـ17 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، احتجاجا على الظلم الذي منعه من مزاولة عمله كصاحب عربة لبيع الخضار. وسرعان ما تحرك كل المظلومين في تونس وخرجت الجماهير في ثورة سلمية كان البوعزيزي رمزها وشهيدها الأول.

سبق لبلدية باريس أن أطلقت أسماء شخصيات عربية على ساحات وشوارع فيها، في السنوات الأخيرة، منها ساحة باسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وأخرى باسم الملك الحسن الثاني مقابل معهد العالم العربي، وشارع باسم الشاعر محمود درويش.