«مبادرة التحية».. لتشجيع الألمان على الانفتاح والتودد

TT

يحيي الألمان بعضهم بعضا في غرب ألمانيا بكلمة «هلو»، وفي الشمال في أماكن كمدينة هامبورغ بكلمة «موين»، وفي الجنوب البافاري بتحية «غروس غوت» (حيوا الله)، وفي الشرق بكلمة «سيرفوس»، غير أنهم يبقون محافظين و«مُقلّين» في تبادل التحيات حسب رأي كثرة من المراقبين.

يورغ بوتكه، عمدة مدينة تاوفكيرشن الصغيرة، في ضواحي العاصمة البافارية ميونيخ، يرى أن البافاريين أفضل من غيرهم من الألمان في تبادل التحيات، لكنهم يظلون «مترددين» جدا في تحية من يصادفونه في الشارع، ولذا أطلق «مبادرة التحية» بهدف تشجيع الألمان على تبادلها.

وفي تطبيق عملي، وقف بوتكه (64 سنة) صباح أمس الخميس قرب محطة قطارات المدينة كي يوزع التحيات على المسافرين والمارة. وذلك بعد تصنيع 5000 دبوس صدر برتقالي اللون يحمل كلمة «هلو»، وطبع آلاف الملصقات الكبيرة والصغيرة التي تذكر المواطنين بضرورة تحية بعضهم بعضا، كما علق عشرات اللافتات الكبيرة في الشوارع تدعو الناس، على الأقل، للبوح بكلمة «هلو».

العمدة البافاري، الهامبورغي الأصل، قال في حديث إذاعي «إن التحية لا تكلف الألماني أو الألمانية لا الوقت ولا المال وبوسع الجميع تبادلها». وشجع بوتكه مواطني مدينته على تبادل التحيات لأنه «مدخل كل علاقة». وأكد أنه يطلق مبادرته بالرغم ممن وصفهم بـ«غير الدمثين الذين يفضلون السكوت والنظر في الأرض» بدلا من تحية الآخرين.

وعند سؤاله عما إذا كان تعليق الدبوس على الصدر سيفضي إلى عكس المقصود، لأنه سيدفع الناس إلى الصمت والاكتفاء بكلمة «هلو» المكتوبة، قال إن الدبوس «سيحفز على التحية لأن كلمة (غروس غوت) تقف على أطراف ألسنة كثيرين لكنها لا تنطلق إلا بحافز».

مما يذكر أن الألمان متهمون أيضا بالجدية الزائدة عن اللزوم وقلة المرح، واعترفت مدينة مونستر، بولاية الراين الشمالي ووستفاليا، بذلك حين استدعت قبل 10 سنوات فريقا من الهند ليعلم سكانها الضحك.