طباعة بعض الوثائق المرسلة بالحاسوب أكثر ضررا من تلقيها بالبريد العادي

باحثون فرنسيون يؤكدون أن رسائلك الإلكترونية تلوث البيئة

TT

أوضحت دراسة نشرت نتائجها، أمس، أن إرسال رسالة إلكترونية من شأنه أن يلوث الأجواء؛ فقد توصل الباحثون في الوكالة الفرنسية للبيئة وللسيطرة على الطاقة، إلى أن تبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني يطلق من ثاني أكسيد الكربون ومن الغاز ما تطلقه نشاطات بشرية أخرى.

وحسب الدراسة التي شارك فيها خبراء من مكتب خدمات الذكاء الآلي، فإن تحميل البريد الإلكتروني مسؤولية تلوث البيئة قد يبدو أمرا يبعث على السخرية، لكن الأعداد الهائلة للرسائل المتبادلة عبر العالم تجعل من التأثير الضار واقعا لا يمكن تجاهله. ويضيف ألان أنغلاد، المسؤول عن قسم المعدات التقنية، وأحد الذين أسهموا في الدراسة: «إن إرسال بضعة أسطر مع صورة مرفقة يستهلك من الطاقة قدرا لا يخطر على بال صاحب (البريد الإلكتروني). فالمجال الذي تسلكه الرسالة، من حاسوب المرسل إلى حاسوب المستقبل، يستدعي استنساخها لنحو من عشر مرات عبر الشبكات الوسيطة الناقلة. وفي كل مرة، فإن النقل يستهلك من الكهرباء كميات لا يستهان بها».

وتوصلت حسابات الباحثين، الذين وضعوا الدراسة، إلى أن رسالة إلكترونية وزنها «ميغا أوكتيت» واحد، يبعثها موظف في مؤسسة فرنسية، مثلا، إلى شخص يمضي 5 دقائق في قراءتها على الشاشة، تتطلب إطلاق ما يعادل 19 غراما من غاز ثاني أكسيد الكربون، مع العلم أن الرسالة ستبقى مخزنة لمدة سنة. فكيف إذا كانت المؤسسة تستخدم 100 موظف؟ ويتفاقم الأمر في حال بعث المرسل بنسخ من رسالته إلى 10 عناوين أخرى، حيث يتضاعف التأثير 4 مرات فيما يخص إطلاق الغاز.

استغرق إعداد الدراسة 18 شهرا، ولم يدرس القائمون عليها استهلاك الطاقة الكهربائية، فحسب، بل نوع المعدات الإلكترونية المستخدمة في تبادل البريد، من حيث صناعتها والمعادن واللدائن الصناعية المستخدمة فيها، التي يمكن أن يكون مصدرها منجما للفحم في الصين.

كما أخذ الباحثون في الاعتبار ميل بعض مستخدمي الشبكة إلى طباعة بعض الوثائق الواردة عبر بريدهم الإلكتروني، كرسائل مرفقة. لذلك بات من المألوف أن يتلقى المستخدم سطرا تقليديا مرفقا بالرسالة ينصحه بعدم طباعتها إلا في حالة الضرورة. أما المؤسسات التي تحث المشتركين فيها على استقبال قوائم اشتراكهم الشهرية عبر البريد الإلكتروني، لا البريد الورقي، لدواعي حماية البيئة، فإنها بلا فائدة، لأن طباعة قائمة الكهرباء أو الهاتف على الحاسوب تستهلك من الطاقة أكثر مما تستهلكه الماكينات الطباعية الورقية التقليدية المتوفرة في المؤسسات الكبيرة.

وتخلص الدراسة إلى تقديم نصائح عملية للمستهلك العادي بهدف توفير الطاقة، منها، على سبيل المثال، طباعة كل وثيقة تستغرق قراءتها على الشاشة أكثر من ربع ساعة، بالأبيض والأسود، وعلى وجهي الورقة، مع تصغير الحرف بحيث يحتوي كل وجه على صفحتين من الوثيقة، لا صفحة واحدة.