ساسة ألمانيا بالكاد يعرفون طعم النوم

في دراسة مسحية لمجلة «كابيتال»

نواب ألمان داخل مبنى البرلمان الاتحادي
TT

معروف في العلم أن النوم الكثير لا يطيل عمر أحد، شأنه شأن قلة النوم، فهو يضعف جهاز المناعة البشري، ويضعف التركيز ويزيد من احتمال ارتكاب الأخطاء. ماذا سيحدث إذن للسياسة والاقتصاد عندما لا يجد قادة الدول متسعا من الوقت لنوم المعدل الصحي المحدد بما بين 7 و8 ساعات يوميا.

دراسة مسحية أجرتها مجلة «كابيتال» (رأس المال) الألمانية المرموقة تفيد بأن كبار الساسة والاقتصاديين الألمان ينامون أقل من غيرهم؛ بل إن معدل 6 ساعات نوم يوميا تحول إلى «حلم» يطاردهم، كما تطاردهم كوابيس الركود الاقتصادي أو الفشل السياسي.. بل قالت نسبة 20% منهم إنهم يمضون الكثير من الليالي دون أن يتذوقوا طعم النوم.

وكثيرا ما يتهم كل من يرتكب خطأ سياسيا بأنه «نائم عن الأحداث»، لكن ساسة ألمانيا «يقظون عن الأحداث»، كما يبدو، لأن النوم يجافيهم بسبب عبء المهام الملقاة على عاتقهم، والتوتر والإجهاد النفسيين.

في المسح الذي شمل 519 سياسيا واقتصاديا بارزا من أصحاب القرار، اعترفت نسبة 31% من كبار الساسة بأنهم ينامون 5 ساعات أو أقل يوميا، وتنخفض هذه النسبة إلى 18% بين الاقتصاديين، وهو ما اعتبرته المجلة دليل استقرار مهني أكبر للاقتصاديين على حساب أهل السياسة.

من ناحية ثانية، اعترف 57% من الساسة بأنهم فشلوا لمرة واحدة على الأقل خلال حياتهم العملية في القضايا التي يتداولونها.. بسبب التعب. ونسبة قريبة قالت إنها شهدت أخطاء سياسية واقتصادية ظاهرة، ارتكبها موظفون آخرون، بسبب الإرهاق.

المهم أن أصحاب القرار في ألمانيا ينامون 6.10 ساعة كمعدل، وهو نقص ظاهر عما تحتاجه أجسادهم من راحة، غير أنهم يعتقدون مع ذلك بأن «الأرق» من صفات السياسي الجيد؛ إذ يؤمن ما لا يقل عن 51% من القادة السياسيين والاقتصاديين أن من ينام كثيرا لا حظ لديه في بلوغ القمة.

بقي أن نشير إلى أن هذه الدراسة المسحية أجراها معهد «ألينزباخ» لاستطلاعات الرأي بتكليف من مجلة «كابيتال»، وشملت، ضمن آخرين، 19 وزيرا أو رئيس وزراء (من الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات)، و21 مدير دائرة اتحادية، و77 رئيس شركة تشغل أكثر من 20 ألف عامل وموظف.