وقع قبل سنوات خلاف شديد بين بلدتين ألمانيتين حول «ملكية» نجم الروك أند رول الأميركي الراحل إلفيس بريسلي، إذ ادعت الأولى أن إلفيس استأجر شقة وسكن فيها أثناء خدمته العسكرية في ألمانيا خلال عقد الخمسينات من القرن الماضي، في حين ادعت الثانية أن النجم الراحل أجرى تدريباته العسكرية وترك جزمته فيها.
اليوم يتنازع سكان مدينة شفيبيش غموند الصغيرة حول إطلاق اسم ممثل أفلام رعاة البقر «السباغيتي ويسترن» السابق بد سبنسر على نفق فيها لأنه سبح مرة في مسبحها. ولقد تفجّر الخلاف، الذي انزلقت إليه الأحزاب السياسية، قبل بضعة أشهر مع قرار بلدية المدينة الواقعة في ولاية بادن فورتمبيرغ (جنوب غرب ألمانيا) فتح نفق للسيارات في وسطها. فقد اقترح عمدة المدينة ريشتارد آرنولد - وهو من الحزب الديمقراطي المسيحي اليميني الحاكم - إطلاق اسم سبنسر على النفق في الشارع الاتحادي 29، ليخالفه ممثلو الحزب الاشتراكي مطالبين بإطلاق اسم الممثل الإيطالي البدين على معلم آخر من معالم المدينة.
وعلى الأثر نظم في شفيبيش غموند استفتاء رسمي على شبكة الإنترنت شارك في عشرات الألوف، بينهم الأطفال من عمر 6 سنوات، وحسم الاستفتاء القضية سلبا ضد إطلاق اسم سبنسر على النفق. كذلك ساهم موقع «فيس بوك» أيضا في الدعاية والدعاية المضادة، وعبر الممثل نفسه عن ارتياحه لاعتزاز المدينة به. ويوم أمس اقترح العمدة إطلاق اسم بد سبنسر على مسبح المدينة ورحب الجميع بهذا الاقتراح. وطبعا كان في طليعة المرحّبين سبنسر نفسه الذي قال إنه شارك عام 1951، عندما كان رياضيا مغمورا اسمه كارلو بيدرسولي، في سباق للسباحة بين إيطاليا وألمانيا أجري في شفيبيش غموند.. وفاز يومها بجائزة.
وقال سبنسر - أو بالأحرى، كارلو بيدرسولي - إنه يحب ألمانيا ويعتز بسكان المدينة الصغيرة، إلا أنه يجد إطلاق اسمه على النفق «مبالغة»، ويفضل بدلا من ذلك إطلاق اسم أحد وجهاء المدينة الألمان عليه، لكنه من ناحية أخرى أعرب عن رغبته بالسباحة في مسبح المدينة رغم تخطيه سن السبعين. على أي حال كسبت شفيبيش غموند ما يكفي من الشهرة قبل إطلاق اسم سبنسر على المسبح. ويقول العمدة آرنولد إن قاعة البلدية امتلأت لأول مرة في تاريخ المدينة بالصحافيين عند إعلان نتائج التصويت حول اسم النفق.