علم الرياضيات.. سر اهتمام الغربيين بقصري الحمراء والجعفرية

بعد استنساخ معهد أميركي نمط عمارة «درة» غرناطة

TT

يتردد سؤال باستمرار هو.. لماذا الاهتمام الغربي بقصر الحمراء في غرناطة وقصر الجعفرية في سرقسطة؟

الباحثان الإسبانيان كارلوس أوسون وأنخل راميريث، قدما أخيرا بحثا إلى الدورة الخاصة بدراسة «علاقة الرياضيات بالمعمار» التي تنظمها جامعة سرقسطة، بشمال شرقي إسبانيا، تحت إشراف الأستاذ بيدرو خوسيه ميانا، تتبعا فيه سبب اهتمام الغربيين بهذين القصرين. وبعد دراسة تصميم القصرين ومقارنتهما مع تصاميم قصور عالمية مشهورة أخرى على مر التاريخ، توصل الباحثان إلى نتيجة واحدة، هي أن ما يميزهما ويمنحهما شهرة عالمية أكبر هو علم الرياضيات. وذكرا أن قوانين الرياضيات المتعلقة بالتناظر والأحجام والأشكال تكمل بشكل مدهش تصميمي هذين القصرين، وجمالهما مرتبط تماما به، وبالتالي، فهذا العلم هو الذي أعطاهما الجمال الذي يبهر الناظر. ويعتقد الباحثان أنه من الممكن تطبيق هذا المبدأ أيضا على أعمال الفنان القطالوني أنتونيو غاودي الذي كان يصف نفسه بأنه عالم في الهندسة.

يشار إلى أن المعهد الأميركي للرياضيات الأميركي American Institute of Mathematics الذي أسس عام 1994، في بالو آلتو بولاية كاليفورنيا، ويحضر لقاءاته أبرز علماء الرياضيات العالميين، كان قد أبدى منذ سنوات اهتماما كبيرا بقصر الحمراء، وقرر أن يخطط مبناه الجديد على غرار القصر الشهير. إذ زار جون فراي، مؤسس المعهد ورئيسه، قصر الحمراء وأبدى إعجابه به، كما أن مساعد رئيس المعهد سكوت ستلر صرح آنذاك بـ«أن معهد الرياضيات لا يريد بذلك اقتباس تخطيط قصر الحمراء بقدر ما يريد تكريم قصر الحمراء».

أما قصر الجعفرية الذي بناه المقتدر في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) وهو الملك المعروف بشغفه الكبير بعلم الرياضيات، فكان قد سقط بيد الإسبان عام 1118م، وصار مقرا للملوك الكاثوليك وحاز على اهتمامهم، غير أنه تعرض بعد ذلك للتشويه، بل وحتى لحرق بعض أجزائه من قبل قوات نابليون عند دخولها إسبانيا، ومع كل ذلك يعد مع الحمراء، من أبرز رموز الفن العربي الإسلامي في الأندلس، وما زال القصران يستقبلان كل عام ملايين الزائرين من جميع أنحاء العالم.