ألمانية استقلت سيارة أجرة من دوسلدورف إلى بودابست لكتابة قصيدة عن «المافيا»

في دعوى قضية غريبة انتهت عند طبيب نفسي

TT

لا تقل المسافة بين مدينة دوسلدورف الألمانية، عاصمة ولاية الراين الشمالي ووستفاليا بوسط غرب ألمانيا، والعاصمة المجرية بودابست عن 1800 كلم، إلا أن «شاعرة المافيا» هيرتا م. لم تر في ذلك عائقا أمام رحلتها «الشاعرية» بسيارة أجرة (تاكسي).

هيرتا، البالغة 68 سنة من العمر، استقلت «التاكسي» بكل ثقة وطلبت من السائقة ليزا ف. (47 سنة) التوجه إلى بودابست. ولم تجد السائقة مانعا من قطع المسافة الطويلة بعدما قالت لها الزبونة إنها كاتبة ثرية مكلفة من قبل الإنتربول (جهاز الشرطة الدولي) لمقابلة قيادات لـ«المافيا» في بودابست وكتابة قصيدة عنها.

ولكن عند بلوغ أرقام عداد «التاكسي» بنهاية الرحلة قرب «ساحة الأبطال» في بودابست، حيث الموعد المزعوم مع «المافيا»، عند الرقم 3204 يوروات، اعترفت «الشاعرة» للسائقة المسكينة بأنها لا تحمل أكثر من 300 يورو. وتابعت أن «الإنتربول» سيدفع بقية الأجر. في حين تقول السائقة ليزا إن مبلغ الـ300 يورو ما كان يكفي لتغطية تكلفة وقود السيارة.

أمام قاضي محكمة دوسلدورف، زعمت «الشاعرة» أنها كانت ملاحقة من قبل قتلة «المافيا» بسبب قصائدها المناهضة لعصابات الجريمة المنظمة، وأنها اضطرت للهرب إلى بودابست بـ«التاكسي» حفاظا على حياتها. وأردفت بعدها، بحضور محاميها، أن النيابة العامة في دوسلدورف كلفتها باللقاء مع قادة «المافيا» في العاصمة المجرية لكتابة قصيدة عنهم.

من جانبها، قالت ليزا، سائقة «التاكسي»، إنها شكت في الموضوع في البداية واتصلت بمركز تأجير التاكسيات للاطمئنان. ونصحها الرجل العامل في المركز بقبول إركاب الزبونة «الشاعرة» إذا كانت المرأة توحي بالثقة وإذا كانت مظاهر اليسر بادية عليها. وهكذا قطعت ليزا المشوار خلال 12 ساعة، مع بعض الاستراحات.. ولكن لكي تنتهي أمام القاضي.

هذا ليس كل ما في القصة طبعا، لأن «شاعرة المافيا» عادت من بودابست إلى دوسلدورف في «تاكسي» مجري، لكن سائقها المجري عرف كيف يجبرها على استخدام بطاقة الائتمان لدفع مبلغ 3000 يورو. وكانت هذه الحال دافعا كافيا للقاضي لكي يشك بقوى المرأة العقلية، فيرسلها إلى طبيب نفسي.