مطاعم الوجبات السريعة في بريطانيا تبدأ بعرض سعراتها الحرارية

500 مطعم ومقهى ستلتزم بذلك مع نهاية العام الحالي

بدأت مطلع هذا الأسبوع سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» الأميركية بعرض عدد السعرات الحرارية التي تحتويها وجباتها
TT

هل كنت تعلم أن قدحا من «اللاتيه» الصباحي يحتوي على سعرات حرارية تعادل كيس بطاطا كاملا؟ وهل سبق أن سمعت أن البرغر الذي يبدو لك متوسط الحجم يحتوي على 60 في المائة من السعرات الحرارية الموصى بها للنساء يوميا؟ هذه بالفعل أرقام حقيقية دفعت الحكومة البريطانية مؤخرا إلى الاتفاق مع المقاهي والمطاعم على عرض القيمة الغذائية لوجباتها بحيث يكون المستهلك هو المتحكم فيما يأكله.

وترى الحكومة البريطانية أن من واجبها أن تجعل أسلوب الحياة الصحي أمرا سهلا للمواطنين، وأن يظل الاختيار بين أيدي الأفراد أنفسهم فيما يتعلق بماذا يأكلون أو يشربون.

وستبدأ سلسلة مطاعم الوجبات السريعة والمأكولات الخفيفة بجانب المقاهي بعرض عدد السعرات الحرارية في قوائم الغذاء الرئيسية كجزء من اتفاقية بين الحكومة وقطاع صناعة الغذاء. ومن المنتظر أن يقوم 500 مطعم ومقهى بنهاية هذا العام بإدراج السعرات الحرارية التي تحتويها وجباتها. وبالفعل بدأت مطلع هذا الأسبوع سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» الأميركية بعرض عدد السعرات الحرارية التي تحتويها وجباتها التي يتناولها 3 ملايين شخص في 1.200 فرع لها في المملكة المتحدة، بحسب ما نقلته صحيفة «الصانداي تايمز» البريطانية. وتبعت سلاسل مطاعم وجبات سريعة أخرى مثل «ويمبي» و«هارفستر» هذا التقليد فعرضت بالفعل معلومات تتعلق بالقيمة الغذائية لوجباتها.

ومن جانبها ستحذو مقاهي «ستار بكس» ومطاعم «برغر كنغ» و«غريس» هذا النهج العام المقبل.

هذا وبحسب إحصاءات عن النشاط، والسمنة البدنية والنظام الغذائي في إنجلترا نشرت في فبراير (شباط) الماضي فإن ما يقرب من ربع البالغين (22 في المائة من الرجال و24 في المائة من النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 16 سنة وما فوق) في إنجلترا يعانون من السمنة المفرطة.

وعلى الرغم من أن معظم علب الأطعمة الغذائية المنتشرة في السوبر ماركت تحتوي على معلومات واضحة حول محتويات كل منتج، فإن عرض ذلك بشكل دائم سيتيح للأشخاص معرفة كم عدد السعرات الحرارية التي يتناولونها. على سبيل المثال، فتناول هامبرغر «بيغ ماك» (490 كالوري) وبطاطا مقلية متوسطة الحجم (330 كالوري) وحليب مخفوق متوسط الحجم (390 كالوري) سيضيف 1.210 كالوري أي 60 في المائة من حجم السعرات الحرارية الموصى بها يوميا للنساء البالغات. كما سيكون من الشيق أن يتم إطلاع الأفراد على حقائق كأن قدح قهوة «لاتيه» مليء الدسم يحتوي على 289 كالوري - أي 12 في المائة أقل من بطاطا «ماكدونالدز».

هذا ويشير خبراء التغذية إلى أن جهود الحكومة وحدها لا تكفي، إذ لا بد للأفراد أنفسهم من تغيير أنماط حياتهم ليكون الطعام صحيا بشكل أكبر، وأن تتم ممارسة الرياضة بشكل منتظم، إلا أن ذلك لا بد أن يتم من خلال إدراج قطاع التغذية معلومات واضحة حول منتجاتهم. وبحسب ما نقلته «الصانداي تايمز» قال أندرو لينسلي سكرتير وزير الصحة «نريد أن يستخدم المستهلكون قوتهم الشرائية لإجبار المطاعم والمقاهي على الالتزام بهذا الاتفاق»، مضيفا أن «المؤسسات التجارية يمكنها الوصول إلى المستهلكين أكثر من الحكومة. فقراراتها تؤثر على أسلوب حياه الأفراد وهي الوحيدة القادرة على تغيير العادات الغذائية السلبية».

هذا ووصل انتشار السمنة في بريطانيا إلى مؤشر خطير، حيث إن واحدا من 4 بريطانيين يعاني من زيادة الوزن. وما يقلق أيضا أن السمنة تنتشر بين 24 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين و15 سنة.

من جهته، يقول الرئيس التنفيذي لسلسلة مطاعم «ماكدونالدز» في بريطانيا جيم ماكدونالدز «يدعم هذا التوجه - وهو جزء من اتفاق المسؤولية الصحية للأفراد - إعطاء معلومات واضحة للأشخاص لمساعدتهم على اتخاذ قرارات صائبة حول ما يتناولونه». وفيما قامت سلسلة مطاعم «كنتاكي» بطباعة المعلومات الغذائية وحجمها بالكالوري على كل وجبة تقدمها، ستقوم سلسلة مطاعم «بيتزا هت» الأميركية بذلك ابتداء من الشهر المقبل. وقال رئيس رقابة المستهلكين ريتشارد ليلويد «من الرائع أن نرى التزام المطاعم الكبرى بتثقيف عملائها. نتطلع إلى أن تلتزم جميع المطاعم الموجودة في بريطانيا بذلك».